@ 367 @ | فالخطاب معك وأنت صاحب البيان لهم بما أنزل عليك لأنهم في مقام الوحشة وأنت في | محل الحظور والإيمان فبيان الكتاب ما نبينه وآداب الشريعة ما ترسمه لأنك أنت الأمين | في جميع الأحوال لا يؤتمن على أسرار الخلق إلا الأمناء من العبيد . وأنشأ في معناه . | | ( من سارروه فأبدى السر مشتهراً % لم يأمنوه على الأسرار ما عاشا ) % | | ( وجانبوه فلم يسعد لقربهم % وأيدوه مكان الأنس أنجاساً ) % | | ( لا يصطفون مضيعاً بعض سرهم % حاشا ودادهم من ذاكم حاشا ) % | | قوله عز وجل : ^ ( أو لم يروا إلى ما خلق الله من شيء يتفيؤا ظلاله عن اليمين | والشمائل سجداً لله ) ^ [ الآية : 48 ] . | | قال بعضهم : ما خلق الله تعالى شيئاً من الجماد والحيوان ينازع خالقه وصانعه إلا | الإنسان فإنه أبداً يدعى لنفسه ما ليس له من معرفة وعلم وتوثب على الوحدانية | والفردانية بادعاء الأهل له والولد جل وعلا يتكبر عن الإذعان والخضوع لذلك . | | قال الله تعالى : ^ ( أولم يروا إلى ما خلق الله من شيء ) ^ [ الآية : 48 ] . | | قوله عز وجل : ! 2 < وقال الله لا تتخذوا إلهين اثنين إنما هو إله واحد > 2 ! [ الآية : 51 ] . | | قال أبو عثمان : نهاك ربك أن تتخذ إلهين أو تدعى معه شريكاً فاتخذت معه آلهة | وادعيت شريكاً كيف يصح لك مع ذلك التوحيد وأنت تعبد نفسك ، وهواك ، وطبعك ، | ومرادك وتعبد الخلق فأنى تصل إلى محل العبودية لله تعالى . | | قوله عز وجل : ^ ( وما بكم من نعمة فمن الله ثم إذا مسكم الضر فإليه تجئرون ) ^ | [ الآية : 53 ] . | | قال أبو حفص : جميع النعم عليك من ربك ، وشكرك لغيره ورجوعك في النوائب | إليه ، وعبادتك لغيره ، وما هذا من أفعال أولي الألباب . | | قال الله تعالى : ^ ( وما بكم من نعمة فمن الله ثم إذا مسكم الضر فإليه تجئرون ) ^ . | | قال محمد بن الفضل : أجل نعمة الله عليك أن عرفك نفسه ، وألهمك لشكر نعمه . | | قوله عز وجل : ! 2 < ثم إذا كشف الضر عنكم إذا فريق منكم بربهم يشركون > 2 ! | [ الآية : 54 ] .