@ 354 @ | إليه ، واختصاص الخلقة به ، واستقامة التوبة وتعليم الأسماء والإشراف على الغيب | فنكلوا عن السجود فلما أظهر الحق تعالى بهذه الخصائص عليه ، سجدوا وقالوا : | سبحانك أنت تخص من تشاء من عبادك بخصائص الولاية ، وتنعته بنعوت الربانية ، | وتجذبه إلى بساط القربة وأنت الفعال لما تريد . | | قال الواسطي : الفرق بين روح آدم ، وبين الأشياء تسوية الخلقة ، وتخصيص | الإضافة فقربت من الله تعالى ، وعرفته ، ومكنتها من حكمه فغيبت ، ورجعت إليه | بالإشارة ، وقطعت عنه العبادة وذلك كله من عز الفخر إذا لم يلبسها ذل القهر زينها | بخلقه فتخلقت بخلقه وتأدبت بصفته ، وكانت به تنطق ، وبإشارته تعقل وهذا تفسير | قوله ! 2 < فإذا سويته > 2 ! . | | قوله عز وجل : ^ ( فسجد الملائكة كلهم أجمعين إلا إبليس ) ^ [ الآية : 30 ، 31 ] . | | قال أبو عثمان : فتح الله تعالى أعين الملائكة بخصائص آدم ، وأعمى عين إبليس عن | ذلك فرجعت الملائكة إلى الإعتزاز ، وأقام إبليس على منهج الإحتجاج بقوله ! 2 < أنا خير منه > 2 ! . | | سئل بعضهم : لم امتنع إبليس من السجود وأبى مع علمه ؟ قال : لأن علمه كان علم | عارية عنده فلم يكن حقيقة ، إنما كان مستودعاً فيه لأجل هلاكه ، فلما ظهر الوقت جحد | ما كان يعرف وأبى ما كان يطيع . | | قوله تعالى : ! 2 < وإن عليك اللعنة إلى يوم الدين > 2 ! [ الآية : 35 ] . | | قال الواسطي : اللعنة التي لم تزل تستحقه منى وإن كانت الأوقات جرت عليك بزينة | السعادة . | | قوله عز وجل : ^ ( لأزينن لهم في الأرض ولأغيونهم أجمعين إلا عبادك منهم | المخلصين ) ^ [ الآية : 39 - 40 ] . | | قال أبو حفص : العبد المخلص من لا يخالف سيده ظاهراً وباطناً وسراً وعلناً . | | قال أبو عثمان : المخلص من العبيد هم الواقفون مع الله تعالى عند حدوده . | | قال رجل ليحيى بن معاذ : بماذا أكرم الله تعالى عباده المخلصين ؟ قال : بالإيمان | بالغيب والمشاهدة . |