@ 55 @ | قالوا : لا علم لنا . | | وقال بعضهم : عجزهم عن درك المكتوبات عرفهم بذلك قصورهم عن حقائق الحق . | | وقال بعضهم : من استكبر بعمله واستكثر بطاعته كان الجهل وطنه ، ألا تراهم لما | قالوا للحق نسبح بحمدك ألجأهم إلى أن قالوا : لا علم لنا . | | قال الواسطي : من قال أنا فقد نازع القدرة ، قالت الملائكة : نحن نسبح بحمدك | وذلك ليغذيهم من المعارف وهم أرباب للافتخار والاعتراض عن الربوبية بقولهم أتجعل | فيها من يفسد فيها . | | قال الواسطي في قوله : ! 2 < إني جاعل في الأرض خليفة > 2 ! خلقه بعلمه السابق ودبره | بالتركيب وألبسه شواهد النعت حتى يعرفه ، ثم كانت أنفاسه مدخرة عند الحق حتى | أبداها . | | وقال بعض العراقيين : شروط الخلافة رؤيته بذاته الأشياء فصلاً ووصلاً ، إذ الفصل | والوصل لم ينفصل منه قط ، وأي وصل للحدث بالقِدم . | | وقال بعضهم : أعلمهم أن العلم بالله أتم من المجاهدات . | | وقال بعضهم : عَيَّروا آدم واستصغروه ولم يعرفوا خصائص الصنع فيه فأمروا | بالسجود له . | | وقال بعض البغداديين : حلاه بخصائص الخلع وأظهر عليه صفات القدم ، فصار | الخضوع له قربة إلى الحق والاستكبار عليه بعداً من الحق . | | وقال بعضهم : ! 2 < إني جاعل في الأرض خليفة > 2 ! خاطب الملائكة لا للمشورة ولكن | لاستخراج ما فيهم من رؤية الحركات والعبادات والتسبيح والتقديس ردهم إلى قمتهم | فقال اسجدوا لآدم . | | وقال الواسطي في قوله ! 2 < إني جاعل في الأرض خليفة > 2 ! أظهر عليهم ما أضمروه في | شواهدهم لكم دونه فأظهر حرف كرمه ؛ لأن حرف الكرم أن ترى أن شروط الجناية لا | تهدم العناية ولو أكرمهم على ما كان منهم لم تظهر حقائق الكرم ، ولما قالوا ! 2 < ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك > 2 ! علَّمَ آدم الأسماء كلها فرجعوا إلى رؤية التقصير في | تسبيحهم وتقديسهم فقالوا : ! 2 < سبحانك لا علم لنا > 2 ! إن التسبيح والتقديس لا يقربان | منك إنما يقرب منك سبق عناية الأزل وهو لا تقدح فيه الجنايات والعصيان . |