@ 344 @ | يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم ) ^ . | | قوله عز وجل : ^ ( ومثل كلمة طيبة كشجرة طيبة ) ^ [ الآية : 24 ] . | | قال ابن عطاء : الكلمة الطيبة : لا إله إلا الله على التحقيق ، والشجرة الطيبة هي | تظهر أسرار الموحدين عن دنس الأطماع بالثقة بالله والانقطاع إليه عما سواه . | | قال محمد بن علي : الشجرة الطيبة الإيمان أثبتها الله في قلوب أودائه وجعل أرضها | التوفيق وأوراقها الولاية وسماءها العناية وماءها الرعاية وأغصانها الكفاية ، وأوراقها | الولاية وثمارها الوصلة وظلها الأنس ، فأغصانها ثابتة في قلب الولي وفروعها ثابتة في | السماء بالمزيد من عند الجبار ، فالأصل يرعى الفرع بدوام الإشفاق والمراقبة ، والفرع | يهدي إلى الأصل ما يجتنيه من محل المشاهدة والقرب هكذا أبدا قلب المؤمن وفؤاده . | | سمعت محمد بن عبد الله الدمشقي يقول : سمعت ابن المولد يقول : قال أبو سعيد | الخراز : خزائن الله تعالى في السماء الغيوب وخزائنه في الأرض القلوب لأن الله تعالى | خلق قلب المؤمن بيت خزائنه ثم أرسل ريحا فهبت فيه نكتة من الكفر والشرك والنفاق | والغش ثم أنشأ سحابة فأمطرت فيه ثم أنبت فيه شجرة فأثمرت الرضا والمحبة والشكر | والصفوة والإخلاص والطاعة وهو قوله : ^ ( كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في | السماء ) ^ . | | وقال بعضهم : كل شجرة في الدنيا إذا لم يكن لها حظ من الماء تجف ، والشجرة | التي في قلبك تجف إذا لم تسقها بماء التوبة وبماء الندامة ثم بماء الحسرة ، ثم بماء الشوق ، | ثم يأتي سحاب المنة فتمطر على قلبك مطر الرحمة حتى يكون ماء الخدمة من تحت وماء | الرحمة من فوق فيكون طريا شهيا ثم يأتيه ثلاثة أشياء طريق العبودية في النفس ، | وطريق الصحابة في القلب ، وطريق الذكر في السر ، فخدمة النفس الطاعة ، وخدمة | القلب النية ، وخدمة السر المراقبة على الدوام ثم يمطر عليه أمطارا على النفس مطر | الهداية ، وعلى اللسان مطر اللطافة ، وعلى القلب مطر العظمة ، وعلى السر مطر المنة | وعلى الروح مطر الكرامة ، فينبت من مطر اللسان الشكر والثناء ومن مطر النفس الطاعة | والوفاء ، ومن مطر القلب الصدق والصفاء ، ومن مطر السر الشوق والحياء ، ومن مطر | الروح الرؤية واللقاء . |