@ 314 @ | | قوله عز وجل : ! 2 < وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها > 2 ! [ الآية : 6 ] . | | قيل : قرأ يوسف بن الحسين هذه الآية ثم قال : ندب الله عباده جميعاً إلى التوكل | والإعتماد عليه فأبوا بأجمعهم إلا الإعتماد على عوارى ما ملكوا إلا الفقراء المهاجرين | ثم جرت تلك البركة في الفقراء الصادقين إلى من ترسم بهم من المتصوفة فأبى الخلق | إلا الإعتماد على الأسباب وأبت هذه الطائفة أن تعتمد على غير المسبب وهو من أشد | المناهج . | | قال بعضهم : المغبون من لم يثق بالله في رزقه بعد أن ضمنه له . | | وقال بعضهم كفاك ما تحتاج إليه ولم يجعل للخلق فيه سبيلاً لتكون له بالكلية . | | وقيل : يعلم مستقرها من رحم الأمهات ومستودعها من الدنيا . | | وقيل : يعلم مستقرها من الدنيا ومستودعها في دار الخلود . | | وقيل : يعلم مستقرها ظاهر إسلامه ومستودعها باطن إيمانه . | | وقيل : يعلم مستقرها من الخلق ومستودعها من الحق . | | وقيل : مستقرها في الطاعات ومستودعها في الأحوال . | | وبلغني أن رجلاً قال لأبي عثمان الحيري : من أين تأكل ؟ فقال : إن كنت مؤمناً فأنت | مستغن عن هذا السؤال وإن كنت جاحداً فلا خطاب معك ثم تلا : ! 2 < وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها > 2 ! . | | قوله تعالى : ! 2 < ولئن أذقنا الإنسان منا رحمة ثم نزعناها منه > 2 ! [ الآية : 9 ] . | | قال أبو سعيد الخراز : من أذيق حلاوة الذكر وصفاء السر ثم نزع منه ذلك فلم تظهر | عليه الإهتمام به ، والذبول لفقده ولا يرى من سره مطالبة لما نزع منه من سنى المقامات | والأحوال فليحكم لقلبه بالموت ولسره بالعمى عن طريق الهدى كذلك قال الله ! 2 < ولئن أذقنا الإنسان منا رحمة > 2 ! وهو محل القربة ثم نزعناها منه وهو حجاب النعمة . | | قوله تعالى : ! 2 < ولئن أذقناه نعماء بعد ضراء مسته ليقولن ذهب السيئات عني إنه لفرح فخور > 2 ! [ الآية : 10 ] . | | لو رددنا عليه ما قبضناه منه ليقولن ذهب السيئات عني أمنا من مكري وطمأنينة إلى |