على الجمهور الأعظم من المتدينين لا تختص به طبقة من الطبقات ولا يحتكر مزينة وقت من الأوقات .
جاء الإسلام والناس شيع فى الدين وإن كانوا إلا قليلا فى جانب عن اليقين يتنابذون ويتلاعبون ويزعمون فى ذلك أنهم بحبل الله مستمسكون فرقة وتخالف وشغب يظنونها فى سبيل الله أقوى سبب أنكر الإسلام ذلك كله وصرح تصريحا لا يحتمل الريبة بأن دين الله فى جميع الأزمان وعلى ألسن جميع الأنبياء واحد قال الله إن الدين عند الله الاسلام وما اختلف الذين أوتو الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذى أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم إليه قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا اربابا من دون الله فان تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون وكثير من ذلك يطول إيراده فى هذه الوريقات والآيات الكريمة التى تعيب على اهل الدين ما نزعوا إليه من الاختلاف والمشاقة مع ظهور الحجة واستقامة المحجة لهم فى علم ما اختلفوا فيه معروفة لكل من قرأ القرآن وتلاه حق تلاوته نص الكتاب على أن دين الله فى جميع الأزمان هو إفراده بالربوبية والاستسلام له وحده بالعبودية وطاعته فيما أمر به ونهى عنه مما هو مصلحة للبشر وعماد لسعادتهم فى الدنيا والآخرة وقد ضمنه كتبه التى أنزلها على المصطفين من رسله ودعا العقول إلى فهمه منه والعزائم إلى العمل به وأن هذا المعنى من الدين هو الأصل الذى يرجع إليه عند هبوب ريح التخالف وهو الميزان الذى توزن به الأقوال عند التناصف وإن اللجاج والمراء فى الجدل فراق مع الدين وبعد عن سنته ومتى روعيت