إليه وشيجة ما بال الأبناء يقتلون الآباء وما بال البنات يعققن الأمهات أين وشائج الرحمة اين عاطفة الرحم على القريب أين الحق الذى فرض فى أموال الأغنياء للفقراء وقد اصبح الأغنياء يسلبون ما بقى فى ايدى أهل البأساء .
قبس من الإسلام أضاء الغرب كما تقول وضوءه الأعظم وشمسه الكبرى فى الشرق وأهله فى ظلمات لا يبصرون أصبح هذا فى عقل أو عهد فى نقل ألم تر إلى الذين تذوقوا من العلم شيئا وهم من أهل هذا الدين أول ما يعلق بأوهام أكثرهم أن عقائده خرافات وقواعده وأحكامه ترهات ويجدون لذتهم فى التشبه بالمستهزئين ممن سموا أنفسهم أحرار الأفكار وبعداء الأنظار وإلى الذين قصروا هممهم على تصفح أوراق من كتبه ووسموا أنفسهم بأنهم حفاظ أحكامه والقوام على شرائعه كيف يجافون علوم النظر ويهزءون بها ويرون العمل فيها عبثا فى الدين والدنيا ويفتخر الكثير منهم بجهلها كأنه فى ذلك قد هجر منكرا وترفع عن دنيئة فمن وقف على باب العلم من المسلمين يجد دينه كالثوب الخلق يستحى أن يظهر به بين الناس ومن غرته نفسه بأنه على شىء من الدين وأنه مستمسك بعقائده يرى العقل جنة والعلم ظنة أليس فى هذا ما يشهد الله وملائكته والناس أجمعين على أن لا وفاق بين العلم والعقل وهذا الدين .
الجواب .
ربما لم يبالغ الواصف لما عليه المسلمون اليوم بل من عدة أجيال وربما كان ما جاء فى الإيراد قليلا من كثير وقد وصف الشيخ الغزالى C وابن الحاج وغيرهما من أهل البصر فى الدين ما كان عليه مسلمون زمانهم عامتهم وخاصتهم بما حوته مجلدات ولكن قد أتيت فى خاصة الدين الإسلامى بما يكفى للاعتراف به مجرد تلاوة القرآن مع التدقيق فى فهم معانيه وحملها على ما فهمه أولئك الذين أنزل فيهم وعمل به بينهم ويكفى فى الاعتراف بما ذكرته من جميل أثره قراءة ورقات فى التاريخ على ما كتبه محققو الإسلام ومنصفو سائر الأمم فذلك هو الإسلام وقد أسلفنا أن الدين هدى وعقل من أحسن فى