بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف .
ومعنى الحديث أن الله سبحانه وتعالى وإن كان ملك الملوك ليس شأنه شأن الملوك الذين يأخذهم السفه ويميل بهم النية فلا يرقون لمملوك ولا يعطفون عليه وإن بالغ في التضرع والاستغاثة لذلك لجأ كثير من رعية الملوك وتمسكوا بأهدابهم ولاذوا بحماهم ليميلوا إليهم ويشملوهم بعطفهم ويعغوا عن خطاياهم تحقيقا لرغبة هؤلاء الشفعاء أو وجاهة أولئك الأمراء والعظماء بل هو في منتهى الكرم والرحمة لا ينسى أحدا ولا يغفل عن أحد شفع شفيع أو لم يشفع وليس له مجلس كمجالس الملوك أو ملأ كملأ السلاطين ليس ليس لأحد من السوقة والرعية قدم في مجالسهم أو مجال لنفوذه فيباشر الحكم على هؤلاء المحكومين أمير أو وزير في غالب الأحيان ويضطر الدهماء إلى الخضوع لهم وحضور مجالسهم والتودد إليهم .
بل إن الله أقرب إلى عبده من حبل الوريد فمن أقبل عليه بقلبه أقبل عليه بعطفه ووجده تجاه نفسه ليس بينه وبين ربه حجاب إلا الغفلة والجهالة فمن بعد عنه بغفلته ومن حرم رحمته