وهم لا يشفعون لمن تلبس بهذا بل يسخطون عليه ويعادونه لأن سر كرامتهم ومناط شرفهم أنهم كانوا يؤثرون مرضاة الله على مرضاة أزواجهم وأولادهم وتلاميذهم وأتباعهم من عبيد وخدم وأحبة وأصحاب فإذا عارض منهم أحد أمرا من أوامر الله تعالى أو حارب الله ورسوله عادوه وحاربوه وما ظنك بهؤلاء العامة الذين لا يتصلون بنسب أو صداقة أو حب حتى يقوم هؤلاء بنصرهم ويحاجوا الله فيهم ويكونوا للخائنين خصيما بل الأمر بالضد فالحب لله والبغض لله قد أصبح لهم شعارا ودثارا فإذا قضى الله بإدخال هؤلاء المجرمين في النار وافقوا الله في أمره وسعوا في سرعة وصولهم إلى قعر جهنم وتنافسوا في الإعانة على ذلك .
لا داعي إلى الاعتصام بغير الله وطلب حمايته خلافا للملوك والأمراء .
أخرج الترمذي عن ابن عباس Bه قال كنت خلف رسول الله A يوما فقال يا غلام احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك وإذا سألت فسئل الله وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ولو اجتمعوا على أن يضروك