فيهما من شرك وما له منهم من ظهير ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير .
قد جرت العادة أن من يقضي حاجة من يستصرخه ويغيثه إما أن يكون سيدا وصاحب الأمر وإما أن يكون شريكا له سلطان عليه أو دالة عنده فملوك الأرض ينزلون عند رغبة أمرائهم ويحققون طلبهم فإنهم أعوانهم ودعائهم ملكهم فإذا سخطوا أو حقدوا عليهم تزلزل ملكهم واضطرب أمرهم وإما أن يشفع إلى الملك أحد المقربين إليه والذين لهم حظوة عنده فيحقق رغبتهم طوعا وكرها وقد يفعل ذلك من غير رضا وطواعية نفس شأن بنت من بنات الملك المدللة أو إحدى زوجاته الحظيات فلا يستطيع الملك أن يرفض شفاعتها فيقبلها .
لا يقاس الله سبحانه وتعالى على ملوك الدنيا في قبول الشفاعات وإرضاء أهل الوجاهة والنفوذ .
أما أولئك الذن يستغيث بهم هؤلاء الجهال ويطلبون منهم قضاء حاجاتهم فلا يملكون حبة من شعير ولا شيئا من نقير أو قطمير في السماوات والأرض وما لهم فيهما من شرك وليسوا