وليعلم يقينا أن كل مخلوق كبيرا كان أو صغيرا هو أذل من إسكاف أمام عظمة الله وجلالته وقد دلت الآية وشهد به الشرع والعقل السليم أن الشرك أقبح العيوب وما زال الناس يعتبرون إساءة الأدب مع كبرائهم وساداتهم أكبر من كل كبير كانت إساءة الأدب إليه ولا شراك معه عيبا ليس فوقه عيب وخرقا لا يفوقه خرق وقد اتفقت جميع الشرائع على المنع من الشرك والأمر بالتوحيد وهو الصراط المستقيم وطريق النجاة وكل ما عداها من طرق وسبل فهي طرق الضلال والسبل المردية قال الله تعالى وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إلا أنا فاعبدون .
إن الله لا يقبل إلا خالصا ليس لأحد فيه نصيب .
أخرج مسلم عن أبي هريرة قال قال رسول الله A قال تعالى أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه وأنا منه بريء .
وقد دل هذا الحديث على أن الله تعالى لا يقبل عملا أشرك فيه معه غيره فلا يقبل عبادة المشرك بل يتبرأ منها وليس شأنه