كان وصفه بذلك تلقيبا أو كذبا فإذا كان الله D موصوفا بجميع هذه الأوصاف في صفة الحقيقة وجب إثبات الصفات التي اوجبت هذه الأوصاف له في الحقيقة وإلا كان وصفه بذلك مجازا كما وصف الجدار بأنه يريد لما لم يكن له إرادة مجازا وتبيين هذا أن وصف الإنسان بأنه مريد وسارق وظالم مشتق من الإرادة والسرقة والظلم وكذلك وصفه بأنه أسود مشتق من السواد فإذا وصف بذلك من ليس له هذه الصفات في الحقيقة كان وصفه بذلك تلقبيا ألا ترى أن من سمت العرب من أولادها بذلك لم يستحق الذم لأن تسميته بذلك لا يقتضي إثبات هذه الصفات وإنما وضعوا ذلك لهم تلقيبا كما يلقبونهم بزيد وعمرو وعلى مثل هذا جاء السمع في تسمية الجدار بأنه يريد لمالم يكن له إردة وإذا كان وصف الباري D بسائر ماذكرناه من كونه D حيا وقادرا وعالما ومتكلما ومريدا وسميعا وبصيرا في الحقيقة دون المجاز والتلقيب وجب إثبات هذه الصفات التي اشتق له D الأوصاف من أخص أسمائها وقد أوضح ذلك بقوله D ذو القوة المتين وقال أنزله بعلمه وقال ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما