[ 5 ] المقدمة بسم الله الرحمن الرحيم قد نبه الله عز وجل معاشر المسلمين على وجه كونهم أفضل من سائر الامم بأنهم آمرون بالمعروف وناهون عن المنكر، فقال عز من قائل " كنتم خير امة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر " الاية (1). والامر بالمعروف والنهي عن المنكر مالهما إلى الافعال القلبية والجوانحية أو العملية والجوارحية، وذلك حسب اختلاف متعلقيهما، فقد يكون متعلقا هما القسم الاول، وقد يكونان القسم الثاني، وبكلا قسميهما يسميان فقها علميا أو عمليا. توضيحه إن مراتب الوصول إلى الكمال نظير أفراد الكلي المشكك - متفاوتة حسب تفاوت الاستعدادات - تفاوتا " بينا، فكل مرتبة يسلكه السالك إلى الله بالجوارح أو بالجوانح فهي مرتبة من مراتب الفقه - لا بالمعنى المصطلح - بل بمعناه الواقعي النفس الأمري، فللفقه مرتبتان مترتبتان ثانيتهما أعلى مقاما. (إحديهما) الفقه الجوارحي وهو الذي يحتاج أبناء نوع بني آدم إليه في السلوك الظاهري، ويسمى بالفقه بالجوارحي، سواء تعلقت بالابدان بجميع أنواعها، واجبة ________________________________________ (1) آل عمران: 110. ________________________________________