[ 54 ] واحد مما لا يعقل. بل ولا واحد من واحد، لكونه نقضا لحقيقة الاستثناء ولغوا لا فائدة فيه، ولا معنى لقوله إلا ما بيناه. وإذا كان من جملة منازل هارون من موسى - عليهما السلام - الخلافة في قومه، كما أخبر تعالى عنه (1)، مع ما يضامها (2) من محبه، وشد أزر، وقة اختصاص، تحقق أنه صلى الله عليه وآله عنى بهذا النص ذلك، وأراده وهو صريح الامامة (3). ولا يقدح فيما ذكرناه موت هارون في حياة موسى، لانه لو بقى بعده لاستمر على ما كان له منه، لاستحالة عزله عنه. ولما بقي علي - عليه السلام - بعد النبي صلى الله عليه وآله ثبت له ما أثبته، واختص بما خصه به. وثالثها: نص القضاء: قوله صلى الله عليه وآله: " أقضاكم علي " - عليه السلام - (4) وإنما أراد أنه أعلمهم بالقضاء الذي يجمع علوم الدين ويقتضي التقديم في الحكم، والمقطوع على تميزه بذلك لا يكون إلا معصوما، ولم يتحقق ذلك بعده بلا فصل إلا لعلي - عليه السلام -. ورابعها: نص المحبة: المعينة في حديث الطائر (5) وحديث ________________________________________ 1 - * (وقال موسى لاخيه هارون اخلفني في قومي) * الآية، الاعراف: 7 / 142. 2 - من ضم الشئ إلى الشئ. 3 - في " أ ": وهو الامامة. 4 - نهج الحق ص 236. والغدير 3 / 96 و 7 / 183 و 6 / 69. وفرائد السمطين 1 / 166 ونص الحديث فيه: قال - رسول الله صلى الله عليه وآله: أرحم هذه الامة... وأقضاهم علي - عليه السلام -. وشرح النهج لابن أبي الحديد 1 / 18. وفيه: وقد روت العامة والخاصة قوله صلى الله عليه وآله: " أقضاكم علي ". 5 - حديث الطير المشوي من الاحاديث المشهورة بين العامة والخاصة وإليك بعض مصادره فانظر التاج الجامع للاصول 3 / 336، وأسد الغابة 4 / 30، والغدير 9 / 395، وبحار الانوار 38 / 348، ونهج الحق ص 220. ________________________________________