[ 53 ] شئ منها مرادا هاهنا سوى " الاولى " لانها كلها ترجع في التحقيق إليه، فكأنه أصل لها، ولان منها ما علم استحالته، ومنها ما علم ضرورة ثبوته بينهما، فلا فائدة في إشارته إليه ونصه به، سيما في ذلك المحفل العظيم والجمع الكثير والوقت الشديد، مع المشهور من تهنئة من حضر (1)، وإعلانهم بذلك نثرا ونظما، ورضاه صلى الله عليه وآله، وسروره بكل ما ظهر منهم من ذلك. فلولا أنه مراده لم يسغ (2) له الرضى به، ولوجب عليه الاعلام بغرضه، والابانة عن قصده، لاستحالة التلبيس والتعمية عليه، فكأنه صلى الله عليه وآله وسلم قال - بعد أن قدرهم على فرض طاعته، وثبوت ولايته التي هو نفاذ أمره ونهيه فيهم عاطفا على النسق من غير تراخ -: " فمن كنت أولى به منه فعلي بعدي أولى وأحق به منه ". ولو أراد ما سوى هذا المعنى لم يكن لكلامه معنى، ويحل عن ذلك. ولا معنى للامام إلا من اختص بهذا الشأن. وثانيها: نص غزاة تبوك: قوله صلى الله عليه وآله: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي " (3)، ولا مندوحة عن أنه صلى الله عليه وآله أراد " بمنزلة " جميع المنازل لانتهاء المنزلتين الاخوة للابوة ضرورة، والنبوة استثناء. فلو كان مراده غير ذلك كان مستثنيا أمرا من أمر مع انتفاء أمر آخر، تبعا لما استثناه. وانتفاء شيئين من شئ ________________________________________ 1 - في فرائد السمطين 1 / 77، الباب 13 في فضل صوم يوم عيد الغدير وماله من الاجر الجزيل والثواب الوافر الكثير بإسناده... إلى أن قال: لما أخذ النبي صلى الله عليه وآله بيد علي - عليه السلام - فقال: " من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره " فقال له: عمر بن الخطاب: بخ بخ لك يابن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مسلم! 2 - في " ج ": لم يسمع. 3 - بحار الانوار 37 / 254 - 289. وفرائد السمطين 1 / 122. ومناقب ابن المغازلي ص 27. وأسد الغابة 4 / 26، و 5 / 8. والغدير 1 / 51 و 397 و 7 / 176. ونهج الحق ص 216. ________________________________________