[ 623 ] وكان الصادق عليه السلام يقول: العامل على غير بصيرة كالساير على غير الطريق، فلا يزيده سرعة السير من الطريق إلا بعدا (1). وعن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه ذكر شرار الناس، فقال ألا أنبئكم بشر من هذا؟ قالوا بلى يا رسول الله، قال الذي لا يقبل عثرة، ولا يقبل معذرة، ولا يغفر ذنبا (2)، ثم قال عليه السلام، إن عيسى بن مريم عليه السلام قام في بني إسرائيل، فقال يا بني إسرائيل لا تحدثوا بالحكمة الجهال فتظلموها، ولا تمنعوها أهلها فتظلموهم ولا تعينوا الظالم على ظلمه، فيبطل فضلكم (3). وقال عليه السلام، لا تقربوا (4) إلى أحد من الخلق بتباعد من الله، فإن الله عز وجل ليس بينه وبين أحد من الخلق شئ يعطيه به خيرا، أو يصرف به عنه سوء إلا بطاعته، وابتغاء مرضاته، إن طاعة الله تبارك وتعالى نجاح كل خير يبتغى، ونجاة من كل شر يتقى، وإن الله عز وجل يعصم من أطاعه، ولا يعصم منه من عصاه، ولا يجد الهارب من الله مهربا، فإن أمر الله تبارك وتعالى نازل بإذلاله، ولو كره الخلائق، وكلما هو آت قريب، ما شاء الله كان، وما لم يشاء لم يكن، تعاونوا على البر والتقوى، ولا تعاونوا على الإثم والعدوان، واتقوا الله إن الله شديد العقاب (5) و (6). وروي عن الصادق عليه السلام، أنه قال: الاشتهار بالعبادة ريبة، إن أبي حدثني عن أبيه، عن جده عليهم السلام، إن رسول الله صلى إليه عليه وآله، قال: أعبد الناس من أقام الفرائض، وأسخى الناس من أدى زكاة ماله، وأزهد الناس من اجتنب الحرام، وأتقى الناس من قال الحق فيما له وعليه (7). ________________________________________ (1) الوسائل، الباب 4 من أبواب صفات القاضي، ح 11. (2) و (3) الفقيه، ج 4، ص 400، ضمن موعظة 5858. (4) ل. لا تنقربوا. (5) سورة المائدة، الآية 2. (6) الفقيه، ج 4، ص 400، ضمن موعظة 5868. (7) الفقيه، ج 4، ص 394، موعظة 5840 وأورد صدره في الوسائل الباب 17 من أبواب مقدمة العبادات، ح 9. ________________________________________