[ 307 ] بعدى " من أصحابنا من يقول: إنه أفضل من سائر الانبياء بعد النبي صلى الله عليه وآله والخبر على ظاهره، ويكون قوله في الخبر الآخر: و " علي سيد الاوصياء " لا يدل على أنه ليس سيدا لغير الاوصياء إلا بدليل الخطاب الذي هو ليس بصحيح، ومن فضل بعض الانبياء أو جميعهم عليه يقول: اخص الخبر ولا أحمله على عمومه. مسألة: عن موسى عليه السلام وقد امره بالقاء العصا وانقلبت حية وتوليه مدبرا كما حكى الله تعالى، وعلام خاف (1) أن يفعل الله سبحانه به ضررا؟ فهذا الاعتقاد لا يجوز عليه وإن كان الله تعالى يريد به فعل الضرر فكيف ينجيه منه الهرب ولم يعلم أن انقلاب العصا عن الجمادية إلى الحيوانية دليل له على نفسه في أنه تعالى يريد بذلك ابانته (2) من غيره بالمعجز الذي أظهره على يديه دلالة أيضا لغيره عليه، فيكون ذلك مانعا من التولية والهرب، ما الكلام في ذلك على الاختصار؟. الجواب: لم يشك موسى في [ ان ] انقلاب العصا حية أنه دال على نبوته وأنه معجز له ولم يترقب (3) بذلك وإنما خاف بالبشرية من الثعبان لان البشر بطبعهم ينفرون عن هذا الجنس وإن علموا أنه يصل إليهم منه خير إلى أن رجعت نفسه إليه وثبتت. (4) مسألة: عن قول الله تعالى سبحانه: " فلا تعجبك أموالهم ولا اولادهم إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحيوة الدنيا وتزهق انفسهم... " (5) والعذاب هو الالم و المضار، والاموال والاولاد يعقبان الملاذ والمسار فكيف يكون ذلك عذابا؟. الجواب: قيل في هذه الآية وجوه من التأويل ذكرناها في الكتاب التفسير (6): ________________________________________ (1) - في الاصل: أخاف. (2) - في الاصل: اسانته. (3) - كذا في النسخة خ، وفي نسخة ن: ولم يترتب، والظاهر: ولم يرتب. (4) - وثبت. (5) - سورة التوبة، الآية: 55. (6) - راجع التبيان 5 / 238. ________________________________________