[ 306 ] تعالى ما بعثه إليهم إلا وهو عاصم له من القتل، وإلا كان نقضا للغرض. الجواب: موسى عليه السلام وإن كان عالما بأن الله يمنع من قتله فإنما يعلم أنه يمنع منه حتى يؤدي الرسالة، فإذا أدى جاز أن يمكنهم الله من ذلك و يخلى بينهم وبين قتله، فموسى خاف أن يقتل بعد أداء الرسالة ودعائهم إلى الله لا قبل الاداء، ويجوز أن يكون أراد بذلك تعذيبه وايلامه الذي يشبه القتل فسماه قتلا مجازا، كما يقال في من ضرب غيره ضربا وجيعا أنه قتله. مسألة: عن قول الله لنبيه: " فكيف إذا جئنا من كل امة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا (1) وقوله تعالى: " يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا اجبتم قالوا لا علم لنا " (2) وهو متناقض في ظاهره والتناقض لا يجوز على الله تعالى فما تأويل ذلك؟. الجواب: لا تناقض بين الآيتين، لان قوله: " فكيف إذا جئنا من كل امة بشهيد " (3) المراد به من يشهد بما أظهروا من كفر وإيمان وكذلك في نبينا صلى الله عليه وآله يشهد على امته في ما ظهر منهم وقوله (4): " لا علم لنا " معناه لا علم لنا ببواطنهم وما أضمروه وكذلك (5) قالوا: " انك أنت علام الغيوب ". (6) مسألة: عن قول النبي صلى الله عليه وآله: " أنا سيد ولد آدم وعلي بعدي "، (7) وقوله: " أنا سيد الانبياء وعلي سيد الاوصياء " (8) وهذا من التناقض البين، وهو لا يجوز عليه - إن صحت الروايتان فما الكلام في ذلك؟. لا تناقض بين الخبرين [ والخبران ] صحيحان، لان قوله صلى الله عليه وآله: " انا سيد ولد آدم " تفضيل لنفسه على جميع بنى آدم و في الخبر الاخير فضل نفسه على الانبياء كلها والانبياء إذا كانوا أفضل من أممهم و هو أفضل منهم فهو أفصل بني آدم مثل ما قال في الخبر الاول وأما قوله: " وعلي ________________________________________ (1) - سورة النساء الآية: 41. (5) - ولذلك. ظ. (2) - سورة المائدة، الآية: 109. (6) - سورة المائدة، الآية 109. (3) - سورة النساء، الآية: 41. (7) - راجع غاية المرام للبحراني ص 448. (4) - وقولهم. ظ. (8) - راجع غاية المرام للبحراني ص 618 / 621. ________________________________________