[ 16 ] بن الحكم (18) ومحمد بن أبي عمير، وعلي بن يقطين وأسرته، وأسرة ابن قولويه، والاسكافي، والصفواني، والشريفين المرتضى والرضى حيث كانوا مستوطنين ببغداد، وكان كلما مر الزمان على بغداد، يزداد اجتماع الشيعة فيها حتى أصبحت مركز الشيعة الرئيسي في القرن الثالث والرابع والخامس. فكان لعلماء بغداد من هذه الطائفة المقام الاول والزعامة المطلقة على جميعها. ومن جملتهم " السفراء الاربعة " أو " النواب الاربعة " (19) الذين عاشوا في بغداد في النصف الاخير للقرن الثالث إلى شطر من القرن الرابع - أي من سنة 260 إلى سنة 329 ه‍ بالضبط -، وكانوا يتحملون مسؤولية الوكالة والنيابة الظاهرة للامام عليه السلام الغائب عن الابصار، وكانوا مراجع للشيعة الامامية عامة، ومقابرهم لا زالت موجودة في نواحى بغداد القديمة إلى هذا العصر وتزار من قبل الشيعة. وتم تأسيس علم الكلام عند الشيعة، الذي يقوم بمهمة الدفاع عن المذهب، في بغداد على يد " هشام بن الحكم " استمر حتى بلغ الذروة في أواخر القرن الرابع على يد الشيخ المفيد حيث احدث بمهارته في المحاورات الكلامية والدروس التي كان يلقيها على، ________________________________________ (18) - كان هشام مولى لبني شيبان أو " كندة " ولد بالكوفة ونشأ بواسط واتجر إلى بغداد، وتوطن بها اخيرا، فلا زم يحيى بن خالد البرمكي، وتولى مجالس كلامه ومناظراته. وهو الذي فتق الكلام في الامامة و هذب المذهب في النظر على حد تعبير الشيخ الطوسي. كانت له مهارة رائعة في المناظرة والبداهة في الجواب. واسماء كتبه المذكورة في الفهارس تدل على أنه كان خصما لدودا للفلاسفة وأتباعهم من المعتزلة. والظاهر أنه أول من تصدى للرد على فلاسفة اليونان وايران، وأول من ألف في الامامة. كان هشام محل عناية الامامين الصادق والكاظم عليهما السلام وله عنهما رواية. كان مقيما ببغداد في قصر الوضاح، ومات بعد زوال البرامكة بمدة قليلة عام 179 ه‍، أو في خلافة المأمون عام 199 ه‍. وخلف ف تلاميذ مثل ابن أبي عمير ويونس بن عبد الرحمن وغيرهما. وفن الكلام عند الشيعة الامامية بدأ من هشام وانتقل من طريق هؤلاء إلى من بعدهم حتى انتهى إلى الشيخ المفيد ومن في طبقته. ملخص من رجال النجاشي وفهرست الطوسي ورجال الكشى في ترجمة هشام. (19) - وهم: 1 - عثمان بن سعيد العمري كان وكيلا للامام الهادي والامام العسكري ثم الامام المهدي عليهم السلام. 2 - إبنه أبو جعفر محمد بن عثمان العمري، وقد بقي حوالي خمسين سنة في هذا المنصب إلى أن توفى عام 304 أو 305 ه‍. 3 - أبو القاسم الحسين بن روح النوبختي، فقام بالامر بعد أبي جعفر العمري حتى توفي عام 326 ه‍. 4 - أبو الحسن علي بن محمد السمري، حيث قام بالامر بعد النوبختي إلى أن توفي عام 329، وقد صدر التوقيع الشريف من قبل الصاحب عليه السلام على يده إعلاما بانتهاء دور النيابة الخاصة والغيبة الصغرى وبعد ذلك بدأت الغيبة الكبرى وصار الامر إلى الفقهاء الذين يعبر عنهم ب‍ " النواب العامة " للامام عليه السلام. ________________________________________