[ 37 ] ولا يجوز أن يكون المراد به الرسول، لقوله " الا استمعوه " والكلام هو الذي يصح استماعه دون الرسو ل، ويصفه بأنه مجعول كما قال " انا جعلناه قرآنا عربيا " 1)، ونعته بأنه منزل قال الله تعالى " انا نحن نزلنا الذكر " وقال " وأنزلنا اليك الذكر "، ويوصف بأنه عربي كما قال " بلسان عربي مبين " 2) والعربية محدثة. ولا يوصف بأنه مخلوق، لانه يوهم أنه مكذوب أو مضاف إلى غير قائله لانه المعتاد من هذه اللفظة، قال الله تعالى " ان هذا الا اختلاق " 3) و " ان هذا الا خلق الاولين " 4) وقال " وتخلقون افكا " 5)، فلم يوصف الكلام بالخلق الا إذا أريد به الكدب أو الانتحال كما يقولون هذه قصيدة مخلوقة ومختلقة إذا كانت منتحلة مضافة إلى غير قائلها. وهذه الجملة تكفي فيما قصدناه، لان شرح جميعه بيناه في شرح الجمل وذكره يطول به ما قصدناه. فصل (فيما يجوز عليه تعالى وما لا يجوز) لا يجوز أن يكون له تعالى مائية على ما يذهب إليه ضرار بن عمرو الضبي وأبو حنيفة، لان الطريق إلى اثباته تعالى واثبات صفاته أفعاله، فلا يجوز أن يثبت ________________________________________ 1) سورة الزخرف: 3. 2) سورة الشعراء: 195. 3) سورة ص: 7. 4) سورة الشعراء: 137. 5) سورة العنكبوت: 17. ________________________________________