الإنسان بالآيات والنذر كما قال تعالى وما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون قيل المعنى لا تصل العقول الخالية عن التوفيق إلى سبيل النجاة وما يغني ضياء العقل مع الخذلان إنما ينفع نور العقل مؤيدا بنور التوفيق وعناية الأزل وإلا فإنه متخبط بإدراكه بعقله فإذا وعيت ما قلته ووقفت على بعض ما أذكره من الأدلة ولم تجد قلبك مؤمنا بها فاعلم انك من أهل الخذلان ومرقوم في حزب الشيطان وتابع لأهل البدع عصاة الرحمن قال كعب الأحبار تجد الرجل يستكثر من أنواع البر ويحتاط في صائع المعروف ويكابد سهر الليل وشدة ظمأ الهواجر وهو مع ذلك لا يساوي عند الله جيفة حمار يشير إلى أهل البدع والتبري منهم بحيث لا يمكن سمعه من ذي هوى لما صالح عمر Bه أهل بيت المقدس وقدم عليه كعب الأحبار وأسلم وفرح به عمر Bه وبإسلامه قال له عمر Bه هل لك أن تسير معي إلى المدينة وتزور قبر النبي وتنتفع بزيارته قال نعم يا أمير المؤمنين أفعل ذلك فهذا صريح في الندب إلى زيارة قبره وشد الرحل وأعمال المطي إليه والكلام على هذا يأتي إن شاء الله تعالى .
بيان زندقة من قال أن روحه فنيت وإن جسده صار ترابا وبيان زيغ إبن تيمية وحزبه في جواب الفتوى التي زعم أنه سئل عنها .
فقال في جوابه الحمد لله رب العالمين من إستغاث بميت أو غائب من البشر بحيث يدعوه في الشدائد والكربات ويطلب منه قضاء الحاجات فيقول يا سيدي الشيخ فلان أنا في حسبك أو في جوارك أو يقول عند هجوم العدو عليه يا سيدي فلان يسترعيه أو يستغيث به أو يقول نحو ذلك عند مرضه وفقره وغير ذلك من حاجاته فإن هذا ظالم ضال مشرك وفي بعض النسخ كافر عاص لله تعالى بإتفاق المسلمين فإنهم متفقون على أن الميت لا يسأل ولا يدعي ولا يطلب منه شيء سواء كان نبيا أو غير ذلك ثم أكد ما قاله بقصة عمر والعباس في الإستسقاء تبعا لشيخه الجاري خلف سلالة اليهود وانت أرشدك الله تعالى وبصرك إذا تأملت ما قاله في هذا الجواب إقشعر جلدك وقضيت العجب مما فيه من الخبائث والفجور وإدعاء إتفاق