@ 316 @ البرة في الأراضي القوية المغلة ، فبلغ حبها هذا المبلغ ، ولم لم يوجد لكان صححيحاً في سبيل الفرض والتقدير ؛ إنتهى كلامه . .
وقال ابن عيسى : ذلك يتحقق في الدخن ، على أن التمثيل يصح بما يتصور ، وإن لم يعاين . كما قال الشاعر : % ( فما تدوم على عهد تكون به % .
كما تلوّن في أثوابها الغول .
إنتهى كلامه . وكما قال امرؤ القيس : .
أيقتلني والمشرفيّ مضاجعي .
ومسنونة زرق كأنياب أغوال .
) % .
وخص سبعاً من العدد لأنه كما ذكر ، وأقصى ما تخرجه الحبة من الأسؤق . وقتال ابن عطية : قد يوجد في سنبل القمح ما فيه مائة حبة ، وأما في سائر الحبوب فأكثر ، ولكن المثال وقع بمائة ، وقد ورد القرآن بأن الحسنة في جميع أعمال البر بعشرة أمثالها ، واقتضت هذه الأية أن نفقة الجهاد بسبعمائة ضعف ، ومن ذلك الحديث الصحيح . إنتهى ما ذكره . .
وقيل : واختص هذا العدد لأن السبع أكثر أعداد العشرة ، والسبعين أكثر أعداد المائة ، وسبع المائة أكثر أعداد الألف ، والعرب كثيراً ما تراعي هذه الأعداد . قال تعالى : { سَبْعَ سَنَابِلَ } و { سَبْعَ لَيَالٍ } و { سَبْعَ * سُنبُلَاتٍ } و { سَبْعَ بَقَراتٍ } و { سَبْعَ سَمَاوَاتٍ } و { سَبْعُ سِنِينَ } و { ءانٍ * تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً } { ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً } وفي الحديث : ( إلى سبطعمائة ضعف ) ، ( إلى سبعة آلاف ) ( إلى ما لا يحصي عدده إلاَّ الله وأتى التميير هنا بالجمع الذي لا نظير له في الآحاد ، وفي سورة يوسف بالجمع بالألف والتاء في قوله : { وَسَبْعَ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ } . .
قال الزمخشري : فإن قلت : هلا قيل : { سَبْعَ * سُنبُلَاتٍ } على حقه من التمييز لجمع القله ، كما قال : { وَسَبْعَ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ } ؟ .
قلت : هذا لما قدمت عند قوله : { ثَلَاثَةَ قُرُوء } من وقوع أمثلة الجمع متعاورة مواقعها إنتهى كلامه . فجعل هذا من باب الاتساع ، ووقوع أحد الجمعين موقع الآخر على سبيل المجاز ، إذ كان حقه أن يميز بأقل الجمع ، لأن السبع من أقل العدد ، وهذا الذي قاله الزمخشري ليس على إطلاقه ، فنقول جمع السلامة بالواو والنون ، أو بالألف والتاء ، لا يميز به من ثلاثة إلى عشرة إلاَّ إذا لم يكن لذلك المفرد جمع غير هذا الجمع ، أو جاور ما أهمل فيه هذا الجمع ، وإن كان المجاور لم يهمل فيه هذا الجمع . .
فمثال الأول : قوله تعالى : { سَبْعَ سَمَاوَاتٍ } فلم يجمع سماء هذه المظلة تسوى هذا الجمع وأما قوله : .
فوق سبع سمائيا .
فنصوا على شذوذه ، وقوله تعالى : { سَبْعَ بَقَراتٍ } { عَلَيْهِمْ ءايَاتُ } وخمس صلوات لأن البقرة والآية والصلاة ليس لها سوى هذا الجمع ، ولم يجمع على غيره . .
ومثال الثاني : قوله تعالى : { وَسَبْعَ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ } لما عطف على : { سَبْعَ بَقَراتٍ } وجاوره حسن فيه جمعه بالألف والتاء ، ولو كان لم يعطف ولم يجاور لكان : { سَبْعَ سَنَابِلَ } ، كما في هذه الآية ، ولذلك إذا عرى عن المجاور جاء على مفاعل في الأكثر ، وأَلاوْلى ، وإن كان يجمع بالألف والتاء ، مثال ذلك قوله تعالى : { سَبْعَ طَرَائِقَ } و { سَبْع