@ 413 @ خبر { قُلُوبٍ } . وقال ابن عطية : رفع قلوب بالابتداء ، وجاز ذلك ، وهي نكرة لأنها قد تخصصت بقوله : { يَوْمَئِذٍ } . انتهى . ولا تتخصص الأجرام بظروف الزمان ، وإنما تخصصت بقوله : { وَاجِفَةٌ } . { يَقُولُونَ } : حكاية حالهم في الدنيا ، والمعنى : هم الذين يقولون . و { الْحَافِرَةِ } ، قال مجاهد : فاعلة بمعنى مفعولة . وقيل : على النسب ، أي ذات حفر ، والمراد القبور ، أي لمردودون أحياء في قبورنا . وقال زيد بن أسلم : الحافرة : النار . وقيل : جمع حافرة بمعنى القدم ، أي أحياء نمشي على أقدامنا ونطأ بها الأرض . وقال ابن عباس : الحياة الثانية هي أول الأمر ، وتقول التجار : النقد في الحافرة ، أي في ابتداء السوم . وقال الشاعر : % ( آليت لا أنساكم فاعلموا % .
حتى ترد الناس في الحافرة .
) % .
.
وقرأ أبو حيوة وأبو بحرية وابن أبي عبلة : في الحفرة بغير ألف ؛ والجمهور : بالألف . وقيل : هما بمعنى واحد . وقيل : هي الأرض المنبتة المتغيرة بأجساد موتاها ، من قولهم : حفرت أسنانه إذا تآكلت وتغيرت . وقرأ عمر وأبي وعبد الله وابن الزبير وابن عباس ومسروق ومجاهد والأخوان وأبو بكر : ناخرة بألف ؛ وأبو رجاء والحسن والأعرج وأبو جعفر وشيبة والسلمي وابن جبير والنخعي وقتادة وابن وثاب وأيوب وأهل مكة وشبل وباقي السبعة : بغير ألف . { قَالُواْ تِلْكَ إِذاً } : أي الردة إلى الحافرة إن رددنا ، { كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ } : أي قالوا ذلك لتكذيبهم بالغيب ، أي لو كان هذا حقاً ، لكانت ردتنا خاسرة ، إذ هي إلى النار . وقال الحسن : خاسرة : كاذبة ، أي ليست بكافية ، وهذا القول منهم استهزاء . وروي أن بعض صناديد قريش قال ذلك . { فَإِنَّمَا هِىَ زَجْرَةٌ واحِدَةٌ } لما تقدم . { يَقُولُونَ * أَءنَّا لَمَرْدُودُونَ } : تضمن قولهم استبعاد النشأة الثانية واستضعاف أمرها ، فجاء قوله : { فَإِنَّمَا } مراعاة لما دل عليه استبعادهم ، فكأنه قيل : ليس بصعب ما تقولون ، فإنما هي نفخة واحدة ، فإذا هم منشورون أحياء على وجه الأرض . قال ابن عباس : الساهرة أرض من فضة يخلقها الله تعالى . وقال وهب بن منبه : جبل بالشام يمده الله تعالى يوم القيامة لحشر الناس . وقال أبو العالية وسفيان : أرض قريبة من بيت المقدس . وقال ابن عباس : أرض مكة . وقال قتادة : جهنم ، لأنه لا نوم لمن فيها . رأى أن الضمائر قبلها إنما هي للكفار ففسرها بجهنم . وقيل : الأرض السابعة يأتي بها الله يحاسب عليها الخلائق . .
ولما أنكروا البعث وتمردوا ، شق ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم ) ، فقص تعالى عليه قصة موسى عليه السلام ، وتمرد فرعون على الله عز وجل حتى ادعى الربوبية ، وما آل إليه حال موسى من النجاة ، وحال فرعون من الهلاك ، فكان ذلك مسلاة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ) وتبشيراً بهلاك من يكذبه ، ونجاته هو من أذاهم . فقال تعالى : { هَلُ أَتَاكَ } ، توقيفاً له على جمع النفس لما يلقيه إليه ، وتقدم الكلام في الوادي المقدس ، والخلاف في القراآت في { طُوًى } . { اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ } : تفسير للنداء ، أو على إضمار القول ، { فَقُلْ هَل لَّكَ إِلَى أَن تَزَكَّى } : لطف في الاستدعاء لأن كل عاقل يجيب مثل هذا السؤال بنعم ، وتزكى : تتحلى بالفضائل وتتطهر من الرذائل ، والزكاة هنا يندرج فيها الإسلام وتوحيد الله تعالى . وقرأ الحرميان وأبو عمرو : بخلاف تزكى وتصدى ، بشد الزاي والصاد ؛ وباقي السبعة : بخفها . وتقول العرب : هل لك في كذا ، أو هل إلى كذا ؟ فيحذفون القيد الذي تتعلق به إلى ، أي هل لك رغبة أو حاجة إلى كذا ؟ أو سبيل إلى كذا ؟ قال الشاعر : % ( فهل لكم فيها إليّ فإنني % .
بصير بما أعيا النطاسي حذيما .
) % .