@ 382 @ .
وصدق : معناه برسالة الله . وقال يوم : هو من الصدقة ، وهذا الذي يظهر نفي عنه الزكاة والصلاة وأثبت له التكذيب ، كقوله : { لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلّينَ * وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ * وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الُخَائِضِينَ * وَكُنَّا نُكَذّبُ بِيَوْمِ الدّينِ } . وحمل { فَلاَ صَدَّقَ } على نفي التصديق بالرسالة ، فيقتضي أن يكون { وَلَاكِن كَذَّبَ } تكراراً . ولزم أن يكون لكن استدراكاً بعد { وَلاَ صَلَّى } لا بعده { فَلاَ صَدَّقَ } ، لأنه كان يتساوى الحكم في { فَلاَ صَدَّقَ } وفي { كَذَّبَ } ، ولا يجوز ذلك ، إذ لا يقع لكن بعد متوافقين . { * وتولي } : أعرض عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ) وكذب بما جاء به . { وَتَوَلَّى ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ } : أي قومه ، { يَتَمَطَّى } : يبختر في مشيته . روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ) لبب أبا جهل يوماً في البطحاء وقال له : ( إن الله يقول لك أولى فأولى لك ) ، فنزل القرآن على نحوها ، وقالت الخنساء : % ( هممت بنفسي كل الهمو % .
م فأولى لنفسي أولى لها .
) % .
.
وتقدم الكلام على { أُوْلِى } شرحاً وإعراباً في قوله تعالى : { فَأَوْلَى لَهُمْ * طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَّعْرُوفٌ } في سورة القتال ، وتكراره هنا مبالغة في التهديد والوعيد . ولما ذكر حاله في الموت وما كان من حاله في الدنيا ، قرر له أحواله في بدايته ليتأمّلها ، فلا ينكر معها جواز البعث من القبور . وقرأ الجمهور : { أَلَمْ يَكُ } بياء الغيبة ؛ والحسن : بتاء الخطاب على سبيل الالتفات . وقرأ الجمهور : تمنى ، أي النطفة يمنيها الرجل ؛ وابن محيصن والجحدري وسلام ويعقوب وحفص وأبو عمر : بخلاف عنه بالياء ، أي يمنى هو ، أي المني ، فخلق الله منه بشراً مركباً من أشياء مختلفة . { فَسَوَّى } : أي سواه شخصاً مستقلاً . { فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ } : أي النوعين أو المزدوجين من البشر ، وفي قراءة زيد بن عليّ : الزّوجان بالألف ، وكأنه على لغة بني الحارث بن كعب ومن وافقهم من العرب من كون المثنى بالألف في جميع أحواله . وقرأ أيضاً : يقدر مضارعاً ، والجمهور : { بِقَادِرٍ } اسم فاعل مجرور بالباء الزائدة . .
{ أَلَيْسَ ذَلِكَ } : أي الخالق المسوي ، { بِقَادِرٍ } ، وفيه توقيف وتوبيخ لمنكر البعث . وقرأ طلحة بن سليمان والفيض بن غزوان : بسكون الياء من قوله : { أَن يُحْيِىَ } ، وهي حركة إعراب لا تنحذف إلا في الوقف ، وقد جاء في الشعر حذفها . وقرأ الجمهور : بفتحها . وجاء عن بعضهم يحيي بنقل حركة الياء إلى الحاء وإدغام الياء في الياء . قال ابن خالويه : لا يجيز أهل البصرة سيبويه وأصحابه إدغام يحيي ، قالوا لسكون الياء الثانية ، ولا يعتدون بالفتحة في الياء لأنها حركة إعراب غير لازمة . وأما الفراء فاحتج بهذا البيت : .
تمشي بسده بينها فتعيى .
يريد : فتعيي ، والله تعالى أعلم . .