@ 355 @ .
أو : قيام الليل ، على أن الناشئة مصدر من نشأ إذا قام ونهض على فاعله كالعاقبة . انتهى . وقرأ الجمهور : وطاء بكسر الواو وفتح الطاء ممدوداً . وقرأ قتادة وشبل ، عن أهل مكة : بكسر الواو وسكون الطاء والهمزة مقصورة . وقرأ ابن محيصن : بفتح الواو ممدوداً ، والمعنى أنها أشد مواطأة ، أي يواطىء القلب فيها اللسان ، أو أشد موافقة لما يراد من الخشوع والإخلاص . ومن قرأ { وَطْأً } : أي أشد ثبات قدم وأبعد من الزلل ، أو أثقل وأغلظ على المصلي من صلاة النهار ، كما جاء : ( اللهم اشدد وطأتك على مضر ) . وقال الأخفش : أشد قياماً . وقال الفراء : أثبت قراءة وقياماً . وقال الكلبي : أشد نشاطاً للمصلي لأنه في زمان راحته . وقيل : أثبت للعمل وأدوم لمن أراد الاستكثار من العبادة ، والليل وقت فراغ ، فالعبادة تدوم . { وَأَقْوَمُ قِيلاً } : أي أشد استقامة على الصواب ، لأن الأصوات هادئة فلا يضطرب على المصلي ما يقرؤه . قال قتادة ومجاهد : أصوب للقراءة وأثبت للقول ، لأنه زمان التفهم . وقال عكرمة : أتم نشاطاً وإخلاصاً وبركة . وحكى ابن شجرة : أعجل إجابة للدعاء . وقال زيد بن أسلم : أجدر أن يتفقه فيها القارىء . وقرأ الجمهور : { سَبْحاً } : أي تصرّفاً وتقلباً في المهمات ، كما يتردّد السابح في الماء . قال الشاعر : % ( أبا حوالكم شرق البلاد وغربها % .
ففيها لكم يا صاح سبح من السبح .
.
) % .
وقيل : سبحاً سبحة ، أي نافلة . وقرأ ابن يعمر وعكرمة وابن أبي عبلة : سبخاً بالخاء المنقوطة ومعناه : خفة من التكاليف ، والتسبيخ : التخفيف ، وهو استعارة من سبخ الصوف إذا نفشه ونشر أجزاءه ، فمعناه : انتشار الهمة وتفرّق الخاطر بالشواغل . وقيل : فراغاً وسعة لنومك وتصرّفك في حوائجك . وقيل : المعنى إن فات حزب الليل بنوم أو عذر . فليخلف بالنهار ، فإن فيه سبحاً طويلاً . قال صاحب اللوامح : وفسر ابن يعمر وعكرمة سبخاً بالخاء معجمة . وقال : نوماً ، أي تنام بالنهار لتستعين به على قيام الليل . وقد تحتمل هذه القراءة غير هذا المعنى ، لكنهما فسراها ، فلا يجاوز عنه . انتهى . وفي الحديث : ( لا تسبخي بدعائك ) ، أي لا تخففي . وقال الشاعر : % ( فسبخ عليك الهم واعلم بأنه % .
إذا قدّر الرحمن شيئاً فكائن .
) % .
.
وقال الأصمعي : يقال سبح الله عنك الحمى ، أي خففها . وقيل : السبخ : المد ، يقال : سبخي قطنك : أي مديه ، ويقال لقطع القطن سبائخ ، الواحدة سبيخة ، ومنه قول الأخطل : % ( فأرسلوهنّ يذرين التراب كما % .
يذري سبائخ قطن ندف أوتار .
) % .
.
{ وَاذْكُرِ اسْمَ رَبّكَ } : أي دم على ذكره ، وهو يتناول كل ذكر من تسبيح وتهليل وغيرهما ، وانتصب { تَبْتِيلاً } على أنه مصدر على غير الصدر ، وحسن ذلك كونه فاصلة . وقرأ الأخوان وابن عامر وأبو بكر ويعقوب : رب بالخفض على البدل من ربك ؛ وباقي السبعة : بالرفع ؛ وزيد بن عليّ : بالنصب ؛ والجمهور : المشرق والمغرب موحدين ؛ وعبد الله وأصحابه وابن عباس : بجمعهما . وقال الزمخشري ، وعن ابن عباس : على القسم ، يعني : خفض رب بإضمار حرف القسم ، كقولك : الله لأفعلن ، وجوابه : لا إله إلا هو ، كما تقول : والله لا أحد في الدار إلا زيد . انتهى . ولعل هذا التخريج لا يصح عن ابن عباس ، إذ فيه إضمار الجار في القسم ، ولا يجوز عند البصريين إلا في لفظة الله ، ولا يقاس