@ 27 @ ذكره ابن خالويه . والضمير في : { فِيهَا } ، عائد على الجنة . { مَا تَشْتَهِى * الاْنْفُسُ وَتَلَذُّ الاْعْيُنُ } : هذا حصر لأنواع النعم ، لأنها إما مشتهاة في القلوب ، أو مستلذة في العيون . وقرأ أبو جعفر ، وشيبة ، ونافع ، وابن عباس ، وحفص : ما تشتهيه بالضمير العائد على ما ، والجمهور وباقي السبعة : بحذف الهاء . وفي مصحف عبد الله : ما تشتهيه الأنفس وتلذه الأعين ، بالهاء فيهما . و { تِلْكَ الْجَنَّةُ } : مبتدأ وخبر . و { الَّتِى أُورِثْتُمُوهَا } : صفة ، أو { الْجَنَّةِ } صفة ، و { الَّتِى أُورِثْتُمُوهَا } ، و { بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } الخبر ، وما قبله صفتان . فإذا كان بما الخبر تعلق بمحذوف ، وعلى القولين الأولين يتعلق بأورثتموها ، وشبهت في بقائها على أهلها بالميراث الباقي على الورثة . ولما ذكر ما يتضمن الأكل والشرب ، ذكر الفاكهة . { مّنْهَا تَأْكُلُونَ } : من للتبعيض ، أي لا تأكلون إلا بعضها ، وما يخلف المأكول باق في الشجر ، كما جاء في الحديث . .
{ إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِى عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ * لاَ يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ * وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَاكِن كَانُواْ هُمُ الظَّالِمِينَ * وَنَادَوْاْ يامَالِكُ * مَالِكَ * لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَّاكِثُونَ * لَقَدْ جِئْنَاكُم بِالْحَقّ وَلَاكِنَّ * أَكْثَرُهُمْ * لِلْحَقّ كَارِهُونَ * أَمْ أَبْرَمُواْ أَمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ * أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لاَ نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْواهُم بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ * قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَانِ وَلَدٌ فَأَنَاْ أَوَّلُ الْعَابِدِينَ * سُبْحَانَ رَبّ * السَّمَاوَاتِ وَالاْرْضَ * رَبّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ * فَذَرْهُمْ يَخُوضُواْ وَيَلْعَبُواْ حَتَّى يُلَاقُواْ يَوْمَهُمُ الَّذِى يُوعَدُونَ * وَهُوَ الَّذِى فِى السَّماء إِلَاهٌ وَفِى الاْرْضِ إِلَاهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ * وَتَبَارَكَ الَّذِى لَهُ مُلْكُ * السَّمَاوَاتِ وَالاْرْضَ * وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ * وَلاَ يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلاَّ مَن شَهِدَ بِالْحَقّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ * وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ * وَقِيلِهِ يارَبّ * رَبّ إِنَّ * هَؤُلاَء قَوْمٌ لاَّ يُؤْمِنُونَ * فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ } . .
لما ذكر تعالى حال أهل الجنة ، وما يقال لهم من لذائذ البشارة ، أعقب ذلك بذكر حال الكفرة ، وما يجاوبون به عند سؤالهم . وقرأ عبد الله : وهم فيها ، أي في جهنم ؛ والجمهور : وهم فيه أي في العذاب . وعن الضحاك : يجعل المجرم في تابوت من نار ، ثم يردم عليه ، فيبقى فيه خالداً لا يرى ولا يرى . { لاَ يُفَتَّرُ عَنْهُمْ } : أي لا يخفف ولا ينقص ، من قولهم : فترت عنه الحمى ، إذا سكنت قليلاً ونقص حرها . والمبلس : الساكت اليائس من الخير . { وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ } : أي ما وضعنا العذاب فيمن لا يستحقه . { وَلَاكِن كَانُواْ هُمُ الظَّالِمِينَ } : أي الواضعين الكفر موضع الإيمان ، فظلموا بذلك أنفسهم . وقرأ الجمهور : والظالمين ، على أن هم فصل . وقرأ عبد الله ، وأبو زيد النحويان : الظالمون بالرفع ، على أنهم خبرهم ، وهم مبتدأ . وذكر أبو عمرو الجرمي : أن لغة تميم جعل ما هو فصل عند غيرهم مبتدأ ، ويرفعون ما بعده على الخبر . وقال أبو زيد : سمعتهم يقرأون : { تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً } يعني : يرفع خير وأعظم . وقال قيس بن دريج : % ( نحن إلى ليلى وأنت تركنها % .
وكنت عليها بالملا أنت أقدر .
) % .
قال سيبويه : إن رؤبة كان يقول : أظن زيداً هو خير منك ، يعني بالرفع . { وَنَادَوْاْ يامَالِكُ * مَالِكَ } : تقدم أنهم مبلسون ، أي ساكتون ، وهذه أحوال لهم في أزمان متطاولة ، فلا تعارض بين سكوتهم وندائهم . وقرأ الجمهور : يا مالك . وقرأ عبد الله ، وعليّ ، وابن وثاب ، والأعمش : يا مال ، بالترخيم ، على لغة من ينتظر الحرف . وقرأ أبو السرار