@ 478 @ الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ } تفسيراً وقراءة في أوائل سورة الحج . { إِنَّ الَّذِى أَحْيَاهَا * فَانظُرْ إِلَى } : يرد الأرواح إلى الأجساد ، إنه على كل شيء قدير : لا يعجزه شيء تعلقت به إرادته . .
{ إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِىءايَاتِنَا لاَ يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَن * يُلْقِى * إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِىءايَاتِنَا لاَ يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَن يُلْقَى فِى النَّارِ خَيْرٌ أَم مَّن يَأْتِى * إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِالذّكْرِ لَمَّا جَاءهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لاَّ يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ * مَّا يُقَالُ لَكَ إِلاَّ مَا قَدْ قِيلَ * مِن قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةَ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ * وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْءاناً أعْجَمِيّاً لَّقَالُواْ لَوْلاَ فُصّلَتْ ءايَاتُهُ * أَعْجَمِىٌّ * وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْءاناً أعْجَمِيّاً لَّقَالُواْ لَوْلاَ فُصّلَتْ ءايَاتُهُ ءاعْجَمِىٌّ وَعَرَبِىٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ ءامَنُواْ هُدًى وَشِفَاء وَالَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ } . .
لما بين تعالى أن الدعاء إلى دين الله أعظم القربات ، وأنه يحصل ذلك بذكر دلائل التوحيد والعدل والبعث ، عاد إلى تهديد من ينازع في تلك الآيات ويجادل ، فقال : { إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِىءايَاتِنَا } ، وتقدم الكلام على الإلحاد في قوله : { وَذَرُواْ * وَالَّذِينَ * يُلْحِدُونَ فِى أَسْمَئِهِ } ، وذكر تعالى أنهم لا يخفون عليه ، وفي ذلك تهديد لهم . وقال قتادة : هنا الإلحاد : التكذيب ، ومجاهد : المكاء والصفير واللغو . وقال ابن عباس : وضع الكلام غير موضعه . وقال أبو مالك : يميلون عن آياتنا . وقال السدي : يعاندون رسلنا فيما جاءوا فيه من البينات والآيات . ثم استفهم تقريراً : { أَفَمَنِ * يُلْقِى * فِى النَّارِ } ، بإلحاده في آياتنا ، { خَيْرٌ أَم مَّن يَأْتِىءامِناً } ، ولا اشتراك بين الإلقاء في النار والإتيان آمناً ، لكنه ، كما قلنا ، استفهام تقرير ، كما يقرر المناظر خصمه على وجهين ، أحدهما فاسد يرجو أن يقع في الفاسد فيتضح جهله ، ونبه بقوله : { يُلْقِى * فِى النَّارِ } على مستقر الأمر ، وهو الجنة ، وبقوله : { مِنَ } على خوف الكافر وطول وجله ، وهذه الآية ، قال ابن بحر : عامة في كل كافر ومؤمن . وقال مقاتل : نزلت في أبي جهل وعثمان بن عفان . وقيل : فيه وفي عمار بن ياسر . وقيل : فيه وفي عمر . وقيل : في أبي جهل وحمزة بن عبد المطلب . وقال الكلبي : وأبو جهل والرسول صلى الله عليه وسلم ) . .
ولما تقدم ذكر الإلحاد ، ناسب أن يتصل به من التقرير من اتصف به . ولم يكن التركيب : أم من يأتي آمناً يوم القيامة كمن يلقي في النار ، كما قدم ما يشبهه في قوله : { أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى } ، وكما جاء في سورة القتال : { أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيّنَةٍ مّن رَّبّهِ كَمَن زُيّنَ لَهُ سُوء عَمَلِهِ } . { اعْمَلُواْ مَا شِئْتُمْ } : وعيد وتهديد بصيغة الأمر ، ولذا جاء { إِنَّهُ بِمَا * تَعْلَمُونَ * بَصِيرٌ } فيجازيكم بأعمالكم . .
{ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِالذّكْرِ لَمَّا جَاءهُمْ } : هم قريش ومن تابعهم من الكفار غيرهم ، والذكر : القرآن هو بإجماع ، وخبر إن اختلفوا فيه أمذكور هو أو محذوف ؟ فقيل : مذكور ، وهو قوله : { أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ } ، وهو قول أبي عمرو بن العلاء في حكاية جرت بينه وبين بلال بن أبي بردة . سئل بلال في مجلسه عن هذا فقال : لم أجد لها نفاذاً ، فقال له أبو عمرو : وإنه منك لقريب { أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ } . وقال الحوفي : ويرد على هذا القول كثرة الفصل ، وأنه ذكر هناك من تكون الإشارة إليهم ، وهو قوله : { وَالَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ فِىءاذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ } . وقيل : محذوف ، وخبر إن يحذف لفهم المعنى . وسأل عيسى بن عمر عمرو بن عبيد عن ذلك فقال عمرو : معناه في التفسير : إن الذين كفروا بالذكر لما جاءهم كفروا به ، وإنه لكتاب ، فقال عيسى : أجدت يا أبا عثمان . وقال قوم : تقديره معاندون أو هالكون . وقال الكسائي : قد سد مسده ما تقدم من الكلام قبل إن ، وهو قوله : { أَفَمَنِ * يُلْقِى * فِى النَّارِ } . انتهى ، كأنه يريد : دل عليه ما قبله ، فيمكن أن يقدر يخلدون في النار . وقال الزمخشري : فإن قلت : بم اتصل قوله : { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِالذّكْرِ } ؟ قلت