@ 402 @ تعالى بكفرهم . .
.
) % .
وقرأ الجمهور { كِبْرَهُ } بكسر الكاف . وقرأ الحسن وعمرة بنت عبد الرحمن والزهري وأبو رجاء ومجاهد وأبو البرهثيم والأعمش وحميد وابن أبي عبلة وسفيان الثوري ويزيد بن قطيب ويعقوب والزعفراني وابن مقسم وسورة عن الكسائي ومحبوب عن أبي عمرو بضم الكاف ، والكبر والكبر مصدران لكبر الشيء عظم لكن استعمال العرب الضم ليس في السن . هذا كبر القوم أي كبيرهم سناً أو مكانة . وفي الحديث في قصة حويصة ومحيصة : ( الكبر الكبر ) . وقيل { كِبْرَهُ } بالضم معظمه ، وبالكسر البداءة بالإفك . وقيل : بالكسر الإثم . .
{ لَوْ * لا * إِذْ سَمِعْتُمُوهُ } هذا تحريض على ظن الخير وزجر وأدب ، والظاهر أن الخطاب للمؤمنين حاشا من تولى كبره . قيل : ويحتمل دخولهم في الخطاب وفيه عتاب ، أي كان الإنكار واجباً عليهم ، وعدل بعد الخطاب إلى الغيبة وعن الضمير إلى الظاهر فلم يجيء التركيب ظننتم بأنفسكم { خَيْرًا } وقلتم ليبالغ في التوبيخ بطريقة الالتفات وليصرح بلفظ الإيمان دلالة على أن الاشتراك فيه مقتض أن لا يصدق مؤمن على أخيه قول عائب ولا طاعن ، وفيه تنبيه على أن حق المؤمن إذا سمع قالة في أخيه أن يبني الأمر فيه على ظن الخير ، وأن يقول بناء على ظنه { هَاذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ } هكذا باللفظ الصريح ببراءة أخيه كما يقول المستيقن المطلع على حقيقة الحال ، وهذا من الأدب الحسن ومعنى { بِأَنفُسِهِمْ } أي كان يقيس فضلاء المؤمنين والمؤمنات هذا الأمر على أنفسهم فإذا كان ذلك يبعد عليهم قضوا بأنه في حق من هو خير منهم أبعد . وقيل : معنى { بِأَنفُسِهِمْ } بأمهاتهم . وقيل : بإخوانهم . وقيل : بأهل دينهم ، وقال { وَلاَ تَلْمِزُواْ أَنفُسَكُمْ } فسلموا على أنفسكم أي لا يلمز بعضكم بعضاً ، وليسلم بعضكم على بعض . .
{ لَوْ * لا * جَاءو عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء } جعل الله فصلاً بين الرمي الكاذب والرمي الصادق ثبوت أربعة شهداء وانتفاؤها . { فَإِذَا * لَمْ يَأْتُواْ } فهم في حكم الله وشريعته كاذبون ، وهذا توبيخ وتعنيف للذين سمعوا الإفك ولم يجدّوا في دفعه وإنكاره واحتجاج عليهم بما هو ظاهر مكشوف في الشرع من وجوب تكذيب القاذف بغير بينة والتنكيل . .
{ وَلَوْ * لا * فَضَّلَ اللَّهُ } أي في الدنيا بالنعم التي منها الإمهال للتوبة { وَرَحْمَتُهُ } عليكم في الآخرة بالعفو والمغفرة . { لَمَسَّكُمْ } العذاب فيما خضتم فيه من حديث الإفك يقال : أفاض في الحديث واندفع وهضب وخاض . { إِذْ تَلَقَّوْنَهُ } لعامل في { إِذَا } { لَمَسَّكُمْ } وقرأ الجمهور { تَلَقَّوْنَهُ } بفتح الثلاث وشد القاف وشد التاء البزي وأدغم ذال { إِذْ } في التاء النحوين وحمزة أي يأخذه بعضكم من بعض ، يقال : تلقى القول وتلقنه وتلقفه والأصل تتلقونه وهي قراءة أُبيّ . وقرأ ابن السميفع { تَلَقَّوْنَهُ } بضم التاء والقاف وسكون اللام مضارع ألقى وعنه { تَلَقَّوْنَهُ } بفتح التاء والقاف وسكون اللام مضارع لقي . وقرأت عائشة وابن عباس وعيسى وابن يعمر وزيد بن عليّ بفتح التاء وكسر اللام وضم القاف من قول العرب : ولق الرجل كذب ، حكاه أهل اللغة . وقال ابن سيده ، جاؤوا بالمتعدي شاهد على غير المتعدي ، وعندي أنه أراد يلقون فيه فحذف الحرف ووصل الفعل للضمير . وحكى الطبري وغيره أن هذه اللفظة مأخوذة من الولق الذي هو الإسراع بالشيء بعد الشيء كعدد في أثر عدد ، وكلام في أثر كلام ، يقال : ولق في سيره إذا أسرع قال : .
جاءت به عيسى من الشام يلق .
وقرأ ابن أسلم وأبو جعفر تألقونه بفتح التاء وهمزة ساكنة بعدها لام مكسورة من الألق وهو الكذب . وقرأ يعقوب في رواية المازني تيلقونه بتاء مكسورة بعدها ياء ولام مفتوحة كأنه مضارع ولق بكسر اللام كما قالوا : تيجل مضارع وجلت . وقال سفيان : سمعت أمي تقرأ إذ تثقفونه يعني مضارع ثقف قال : وكان أبوها يقرأ بحرف ابن مسعود . ومعنى { بِأَفْواهِكُمْ } وتديرونه فيها من غير علم لأن الشيء المعلوم يكون في القلب ثم يعبر عنه اللسان ، وهذا الإفك ليس محله إلاّ الأفواه كما قال { يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِم مَّا لَيْسَ فِى قُلُوبِهِمْ } . .
{ وَتَحْسَبُونَهُ هَيّناً } أي ذنباً