@ 401 @ وممن ينتمي إلى الإسلام ، ومنهم منافق ومنهم مسلم ، والظاهر أن خبر { ءانٍ } هو { عُصْبَةٌ مّنْكُمْ } و { مّنكُمْ } في موضع الصفة وقاله . الحوفي وأبو البقاء . و { لاَ تَحْسَبُوهُ } : مستأنف . وقال ابن عطية { عُصْبَةٌ } رفع على البدل من الضمى ر في { * جاؤوا } وخبر { حَمِيمٍ ءانٍ } في قوله و { لاَ تَحْسَبُوهُ } التقدير أن فعل الذين وهذا أنسق في المعنى وأكثر فائدة من أن يكون { عُصْبَةٌ } خبر { ءانٍ } انتهى . والعصبة : عبد الله بن أبيّ رأس النفاق ، وزيد بن رفاعة ، وحسان بن ثابت ، ومسطح بن أثاثة ، وحنة بنت جحش ومن ساعدهم ممن لم يرد ذكر اسمه ، و { تَحْسَبُوهُ } الظاهر أنه عائد على الإفك وعلى اعراب ابن عطية { لاَ تَحْسَبُوهُ } الظاهر أنه عائد على الإفك ، وعلى إعراب ابن عطية . يعول على ذلك المحذوف الذي قدره اسم { ءانٍ } . قيل : ويجوز أن يعود على القذف وعلى المصدر المفهوم من { * جاؤوا } وعلى ما نال المسلمين من الغم ، والمعنى { مّنْكُمْ لاَ تَحْسَبُوهُ } ينزل بكم منه عار { بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ } لبراءة الساحة وثواب الصبر على ذلك الأذى وانكشاف كذب القاذفين . .
وقيل : الخطاب ب تحسبوه للقاذفين وكينونة ذلك خيراً لهم حيث كان هذا الذكر عقوبة معجلة كالكفارة ، وحيث ناب بعضهم . وهذا القول ضعيف لقوله بعد : { لِكُلّ امْرِىء مّنْهُمْ مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الإثْمِ } أي جزاء ما اكتسب ، وذلك بقدر ما خاض فيه لأن بعضهم ضحك وبعضهم سكت وبعضهم تكلم ، و { اكْتَسَبَ } مستعمل في المآثم ونحوها لأنها تدل على اعتمال وقصد فهو أبلغ في الترتيب وكسب مستعمل في الخير لأن حصوله مغن عن الدلالة على اعتمال فيه ، وقد يستعمل كسب في الوجهين . .
{ وَالَّذِينَ * تَوَلَّى } كبره المشهور أنه عبد الله بن أبيّ ، والعذاب العظيم عذاب يوم القيامة . وقيل : هو ما أصاب حسان من ذهاب بصره وشل يده ، وكان ذلك من عبد الله بن أبي لإمعانه في عداوة الرسول صلى الله عليه وسلم ) وانتهازه الفرص ، وروي عنه كلام قبيح في ذلك نزهت كتابي عن ذكره وقلمي عن كتابته قبحه الله . وقيل : { الَّذِى تَوَلَّى * كِبْرَهُ } جسان ، والعذاب الأليم عماه وحده وضرب صفوان له بالسيف على رأسه وقال له : % ( توقّ ذباب السيف عني فإنني % .
غلام إذا هوجيت لست بشاعر .
) % % ( ولكنني أحمي حماي وأتقي % .
من الباهت الرامي البريء الظواهر .
) % .
وأنشد حسان أبياتاً يثني فيها على أم المؤمنين ويظهر براءته مما نسب إليه وهي : % ( حصان رزان ما تزنّ بريبة % .
وتصبح غرثي من لحوم الغوافل .
) % % ( حليلة خير الناس ديناً ومنصبا % .
نبيّ الهدى والمكرمات الفواضل .
) % % ( عقيلة حي من لؤي بن غالب % .
كرام المساعي مجدها غير زائل .
) % .
مهذبة قد طيب الله خيمها .
وطهرها من كل شين وباطل .
) % % ( فإن كان ما بلغت عني قلته % .
فلا رفعت سوطي إليّ أناملي .
) % .
وكيف وودي ما حييت ونصرتي .
بآل رسول الله زين المحافل .
) % % ( له رتب عال على الناس فضلها % .
تقاصر عنها سورة المتطاول والمشهور أنه حد حسان ومسطح وحنة . قيل : وعبد الله بن أبيّ وقد ذكره بعض شعراء ذلك العصر في شعر . وقيل : لم يحد مسطح . وقيل : لم يحد عبد الله . وقيل : لم يحد أحد في هذه القصة وهذا مخالف للنص . { فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً } وقابل ذلك بقول : إنما يقال الحد بإقرار أو بينة ، ولم يتقيد بإقامته بالإخبار كما لم يتقيد بقتل المنافقين ، وقد أخبر