@ 81 @ { أَوَ لَمْ * يَرَوْاْ } لأنه استفهام تضمن التقرير والمعنى قد علموا بدليل العقل كيت وكيت { وَجَعَلَ لَهُمْ } أي للعالمين ذلك { أَجَلاً لاَّ رَيْبَ فِيهِ } وهو الموت أو القيامة ، وليس هذا الجعل واحداً في الاستفهام المتضمن التقرير ، أو إن كان الأجل القيامة لأنهم منكروها وإذا كان الأجل الموت فهو اسم جنس واقع موقع آجال : { فَأَبَى الظَّالِمُونَ } وهم الواضعون الشيء غير موضعه على سبيل الاعتداء { إِلاَّ كُفُورًا } حجوداً لما أتى به الصادق من توحيد الله وإفراده بالعبادة ، وبعثهم يوم القيامة للجزاء . .
{ قُل لَّوْ أَنتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبّى إِذًا لأمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الإِنفَاقِ وَكَانَ الإنْسَانُ قَتُورًا * وَلَقَدْ ءاتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ ءايَاتٍ بَيّنَاتٍ فَاسْأَلْ بَنِى إِسْراءيلَ إِذْ جَاءهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَونُ إِنّى لاظُنُّكَ يامُوسَى * مُوسَى * مَّسْحُورًا * قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنزَلَ هَؤُلاء إِلاَّ رَبُّ * السَّمَاوَاتِ وَالاْرْضَ * بَصَائِرَ وَإِنّى لاظُنُّكَ يافِرْعَونُ * فِرْعَوْنُ * مَثْبُورًا * فَأَرَادَ أَن يَسْتَفِزَّهُم مّنَ الاْرْضِ فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ جَمِيعًا * وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِى إِسْراءيلَ اسْكُنُواْ الاْرْضَ فَإِذَا جَاء وَعْدُ الاْخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا } . .
مناسبة قوله { قُل لَّوْ أَنتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ } الآية أن المشركين قالوا : لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعاً . فطلبوا إجراء الأنهار والعيون في بلدهم لتكثر أقواتهم وتتسع عليهم ، فبين تعالى أنهم لو ملكوا خزائن رحمة الله لبقوا على بخلهم وشحهم ، ولما قدموا على إيصال النفع لأحد ، وعلى هذا فلا فائدة في إسعافهم بما طلبوا هذا ما قيل في إرتباط هذه الآية . وقاله العسكري : والذي يظهر لي أن المناسب هو أنه عليه السلام قد منحه الله ما لم يمنحه لأحد من النبوة والرسالة إلى الإنس والجن ، فهو أحرص الناس على إيصال الخير وإنقاذهم من الضلال يثابر على ذلك ويخاطر بنفسه في دعائهم إلى الله ، ويعرض ذلك على القبائل وأحياء العرب سمحاً بذلك لا يطلب منهم أجراً ، وهؤلاء أقرباؤه لا يكاد يجيب منهم أحد إلاّ الواحد بعد الواحد قد لجوا في عناده وبغضائه ، فلا يصل منهم إليه إلاّ الأذى ، فنبه تعالى بهذه الآية على سماحته عليه السلام وبذله ما آتاه الله ، وعلى امتناع هؤلاء أن يصل منهم شيء من الخير إليه فقال : لو ملكوا التصرف في { خَزَائِنُ رَحْمَةِ } الله التي هي وسعت كل شيء كانوا أبخل من كل أحد بما أوتوه من ذلك بحيث لا يصل منهم لأحد شيء من النفع إذ طبيعتهم الإقتار وهو الإمساك عن التوسع في النفقة ، هذا مع ما أوتوه من الخزائن ، فهذه الآية جاءت مبينة تبين ما بينهم وبينه عليه الصلاة والسلام من حرصه على نفعهم وعدم إيصال شيء من الخير منهم إليه ، والمستقرأ في { لَوْ } التي هي حرف لما كان سيقع لوقوع غيره أن يليها الفعل إما ماضياً وإما مضارعاً . كقوله { لَوْ نَشَاء لَجَعَلْنَاهُ حُطَاماً } أو منفياً بلم أو ان وهنا في قوله { قُل لَّوْ أَنتُمْ تَمْلِكُونَ } وليها الاسم فاختلفوا في تخريجه ، فذهب الحوفي والزمخشري وابن عطية وأبو البقاء وغيرهم إلى أنه مرفوع بفعل محذوف يفسره الفعل بعده ، ولما حذف ذلك الفعل وهو تملك انفصل الضمير وهو الفاعل بتملك كقوله : . .
وإن هو لم يحمل على النفس ضميها . التقدير وإن لم يحمل فحذف لم يحمل وانفصل الضمير المستكن في يحمل فصار هو ، وهنا انفصل الضمير المتصل البارز وهو الواو فصار { أَنتُمْ } ، وهذا التخريج بناء على أن { لَوْ } يليها الفعل ظاهراً ومضمراً في فصيح الكلام ، وهذا ليس بمذهب البصريين . .
قال الاستاذ أبو الحسن بن عصفور : لا تلي لو إلاّ الفعل ظاهرا و لا يليها مضمراً إلاّ في ضرورة أو نادر كلام مثل : ما جاء في المثل من قولهم : .
لو ذات سوار لطمتني .
وقال شيخنا الاستاذ أبو الحسن بن الصائغ :