@ 51 @ .
ويقال : وضعت الناقة تضع وضعاً ووضوعاً قال : % ( يا ليتني فيها جذع % .
أخب فيها وأضع .
) % .
قال الحسن : معناه لأسرعوا بالنميمة . وقرأ محمد بن القاسم : لأسرعوا بالفرار . ومفعول أوضعوا محذوف تقديره : ولا وضعوا ركائبكم بينكم ، لأن الراكب أسرع من الماشي . وقرأ مجاهد ومحمد بن زيد : ولا وفضوا أي أسرعوا كقوله : { إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ } وقرأ ابن الزبير : ولا رفضوا بالراء من رفض أسرع في مشيه رفضاً ورفضاناً قال حسان : % ( بزجاجة رفضت بما في جوفها % .
رفض القلوص براكب مستعجل .
) % .
وقال غيره : .
والرافضات إلى منى فالقبقب .
والخلاف جمع الخلل ، وهو الفرجة بين الشيئين . وقال الأصمعي : تخللت القوم دخلت بين خللهم وخلالهم ، وجلسنا خلال البيوت وخلال الدور أي : بينها ، ويبغون حال أي : باغين . قال الفراء : يبغونها لكم . والفتنة هنا الكفر قاله : مقاتل ، وابن قتيبة ، والضحاك . أو العيب والشر قاله : الكلبي . أو تفريق الجماعة أو المحنة باختلاف الكلمة أو النميمة . وقال الزمخشري : يحاولون أن يفتنوكم بأن يوقعوا الخلاف فيما بينكم ، ويفسدوا نياتكم في مغزاكم . وفيكم سماسعون لهم أي : ضامون يسمعون حديثكم فينقلونه إليهم ، أو فيكم قوم يستمعون للمنافقين ويطيعونهم انتهى . فاللام في القول الأول للعليل ، وفي الثاني لتقوية التعدية كقوله : { فَعَّالٌ لّمَا يُرِيدُ } والقول الأول قاله : سفيان بن عيينة ، والحسن ، ومجاهد ، وابن زيد ، قالوا : معناه جواسيس يستمعون الأخبار وينقلونها إليهم ، ورجحه الطبري . والقول الثاني قول الجمهور قالوا : معناه وفيكم مطيعون سماعون لهم . ومعنى وفيكم في خلالكم منهم ، أو منكم ممن قرب عهده بالإسلام . والله عليم بالظالمين يعم كل ظالم . ومعنى ذلك : أنه يجازيه على ظلمه . واندرج فيه من يقبل كلام المنافقين ، ومن يؤدي إليهم أخبار المؤمنين ، ومن تخلف عن هذه الغزاة من المنافقين . .
{ لَقَدِ ابْتَغَوُاْ الْفِتْنَةَ مِن قَبْلُ وَقَلَّبُواْ لَكَ الامُورَ حَتَّى جَاء الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ } تقدّم ذكر السبب في نزول هذه الآية والتي قبلها من قصة رجوع عبد الله بن أبي وأصحابه في هذه الغزاة ، حقّر شأنهم في هذه الآية ، وأخبر أنهم قديماً سعوا على الإسلام فأبطل الله سعيهم ، وفي الأمور المقلبة أقوال . قال ابن عباس : بغوا لك الغوائل . وقال ابن جريج : وقف اثنا عشر من المنافقين على التثنية ليلة العقبة كي يفتكوا به . وقال أبو سليمان الدمشقي : احتالوا في تشتيت أمرك وإبطال دينك . قال ابن جريج : كانصراف ابن أبيّ يوم أحد بأصحابه . ومعنى من قبل أي : منن قبل هذه الغزاة ، وذلك ما كان من حالهم