@ 193 @ بعض ، وقيل { دَانِيَةٌ } مائلة ، قيل : وذكر الدانية دون ذكر السحوق لأن النعمة بها أظهر أو حذف السحوق لدلالة الدانية عليها كقوله : { سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ } أي والبرد . وقرأ الجمهور { قِنْوانٌ } بكسر القاف وقرأ الأعمش والخفاف عن أبي عمر والأعرج في رواية بضمها ورواه السلمي عن علي بن أبي طالب ، وقرأ الأعرج في رواية وهارون عن أبي عمرو { قِنْوانٌ } بفتح القاف وخرجه أبو الفتح على أنه اسم جمع على فعلان لأن فعلانا ليس من أبنية جمع التكسير ، وفي كتاب ابن عطية وروي عن الأعرج ضم القاف على أنه جمع قنو بضم القاف ، وقال الفراء : وهي لغة قيس وأهل الحجاز والكسر أشهر في العرب وقنو على { قِنْوانٌ } انتهى ، وهو مخالف لما نقلناه في المفردات من أن لغة الحجاز { قِنْوانٌ } بكسر القاف وهذه الجملة مبتدأ وخبر و { مِن طَلْعِهَا } بدل من { وَمِنَ النَّخْلِ } والتقدير ز { قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ } كائنة من طلع { النَّخْلِ } وأفرد ذكر القنوان وجرد من قوله : { نَبَاتَ كُلّ شَىْء } نخرج منه خضراً لما في تجريدها من عظيم المنة والنعمة ، إذ كانت أعظم أو من أعظم قوت العرب وأبرزت في صورة المبتدأ والخبر ليدل على الثبوت والاستقرار وأن ذلك مفروغ منه ، وقال ابن عطية : { وَمِنَ النَّخْلِ } تقديره نخرج من النخل ومن طلعها { قِنْوانٌ } ابتداء خبره مقدم والجملة في موضع المفعول بتخرج انتهى . وهذا خطأ لأن ما يتعدى إلى مفعول واحد لا تقع الجملة في موضع مفعوله إلا إذا كان الفعل مما يعلق وكانت الجملة فيها مانع من أن يعمل في شيء من مفرداتها الفعل من الموانع المشروحة في علم النحو و { نُخْرِجُ } ليست مما يعلق وليس في الجملة ما يمنع من عمل الفعل في شيء من مفرداتها إذ لو كان الفعل هنا مقدّراً لتسلط على ما بعده ولكان التركيب والتقدير ونخرج { مِنْ * النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا } قنواناً دانية بالنصب ، وقال الزمخشري : ويجوز أن يكون الخبر محذوفاً لدلالة { أَخْرَجْنَا } عليه تقديره ومخرجة من طلع النخل قنوان انتهى ، ولا حاجة إلى هذا التقدير إذ الجملة مستقلة في الإخبار بدونه ، وقال أبو البقاء : ويجوز أن يكون { قِنْوانٌ } مبتدأ والخبر { مِن طَلْعِهَا } وفي { مِنْ * النَّخْلِ } ضمير تقديره وينبت من النخل شيء أو ثمر فيكون من طلعها بدلاً منه ، ويجوز أن يرتفع { قِنْوانٌ } على أنه فاعل من طلعها فيكون في { مِنْ * النَّخْلِ } ضمير يفسره { قِنْوانٌ } وإن رفعت { قِنْوانٌ } بقوله : { مِنْ * النَّخْلِ } على قول من أعمل أول الفعلين جاز وكان في { مِن طَلْعِهَا } ضمير مرفوع انتهى ، وهو إعراب فيه تخليط لا يسوغ في القرآن ومن قرأ { يَخْرُجُ مِنْهَا * حُبَّ } جاز أن يكون قوله : { مِنْ * النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوانٌ دَانِيَةٌ } معطوفاً عليه كما تقول يضرب في الدار زيد ، وفي السوق عمرو وجاز أن يكون مبتدأ وخبراً وهو الأوجه . .
{ وَجَنَّاتٍ مّنْ أَعْنَابٍ } قراءة الجمهور بكسر التاء عطفاً على قوله نبات وهو من عطف الخاص على العام لشرفه ولما جرد النخل جردت { جَنَّاتُ } الأعناب لشرفهما ، كما قال : { يَوَدُّ * أَحَدُكُمْ أَن تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ } وقرأ محمد بن أبي ليلى والأعمش وأبو بكر في رواية عنه عن عاصم { وَجَنَّاتٍ } بالرفع وأنكر أبو عبيد وأبو حاتم هذه القراءة حتى قال أبو حاتم : هي محال لأن الجنات من الأعناب لا تكون من النخل ولا يسوغ إنكار هذه القراءة ولها التوجيه الجيد في العربية وجهت على أنه مبتدأ محذوف الخبر فقدره النحاس ولهم جنات وقدره ابن عطية ، ولكم جنات وقدره أبو البقاء ومن الكرم جنات وقدره ومن الكرم لقوله : { وَمِنَ النَّخْلِ } وقدره الزمخشري وثم جنات أي مع النخل ونظيره قراءة من قرأ { وَحُورٌ عِينٌ } بالرفع بعد قوله : { يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مّن مَّعِينٍ } الآية وتقديره ولهم حور وأجاز مثل هذا سيبويه والكسائي والفراء ومثله كثير وقدر الخبر أيضاً مؤخراً تقديره { وَجَنَّاتٍ مّنْ أَعْنَابٍ } أخرجناها ودل على تقديره قوله قبل : { فَأَخْرَجْنَا } كما تقول : أكرمت عبد الله وأخوه التقدير