@ 156 @ % ( لبست أناساً فأفنيتهم % .
وغادرت بعد أناس أناسا .
) % .
وهي عبارة عن الخلطة والمعايشة . .
{ وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ } البأس الشدة من قتل وغيره والإذاقة والإنالة والإصابة هي من أقوى حواس الاختبار وكثر استعمالها في كلام العرب وفي القرآن قال تعالى : { ذُوقُواْ مَسَّ سَقَرَ } . وقال الشاعر : % ( أذقناهم كؤوس الموت صرفا % .
وذاقوا من أسنتنا كؤوسا .
) % .
وقرأ الأعمش : ونذيق بالنون وهي نون عظمة الواحد وهي التفات فأئدته نسبة ذلك إلى الله على سبيل العظمة والقدرة القاهرة . .
{ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرّفُ الاْيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ } هذا استرجاع لهم ولفظة تعجب للنبي صلى الله عليه وسلم ) والمعني إنا نسألك في مجيء الآيات أنواعاً رجاء أن يفقهوا ويفهموا عن الله تعالى ، لأن في اختلاف الآيات ما يقتضي الفهم إن غربت آية لم تعزب أخرى . .
{ وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ } قال السديّ : { بِهِ } عائد على القرآن الذي فيه جاء تصريف الآيات . وقال الزمخشري : { بِهِ } راجع إلى العذاب وهو الحق أي لا بد أن ينزل بهم . وقال ابن عطية : ويحتمل أن يعود على الوعيد الذي تضمنته الآية ونحا إليه الطبري . وقيل : يعود على النبي صلى الله عليه وسلم ) وهذا لقرب مخاطبته بعد ذلك بالكاف ؛ انتهى . وقرأ ابن أبي عبلة : وكذبت به قومك بالتاء ، كما قال : كذبت قوم نوح والظاهر أن قوله : { وَهُوَ الْحَقُّ } جملة استئناف لا حال . .
{ قُل لَّسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ } أي لست بقائم عليكم لإكراهكم على التوحيد . وقيل : { بِوَكِيلٍ } بمسلط وقيل : لا أقدر على منعكم من التكذيب إجباراً إنما أنا منذر . قال ابن عطية : وهذا كان قبل نزول الجهاد والأمر بالقتال ثم نسخ . وقيل : لا نسخ في هذا إذ هو خبر والنسخ فيه متوجه لأن اللازم من اللفظ لست الآن وليس فيه أنه لا يكون في المستقبل . .
{ لّكُلّ نَبَإٍ مُّسْتَقَرٌّ } أي لكل أجل شيء ينبأ به يعني من أنبائه بأنهم يعذبون وإبعادهم به وقت استقرار وحصول لا بد منه . وقيل : لكل عمل جزاء وليس هذا بالظاهر . وقال السدي : استقر نبأ القرآن بما كان يعدهم من العذاب يوم بدر . وقال مقاتل : منه في الدنيا يوم بدر وفي الآخرة جهنم . { وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ } مبالغة في التهديد والوعيد فيجوز أن يكون تهديد بعذاب الآخرة ، ويجوز أن يكون تهديداً بالحرب وأخذهم