@ 152 @ % ( بلاد بها نيطت عليّ تمائمي % .
وأوّل أرض مسّ جلدي ترابها .
) % % ( بها طال تجراري ردائي حقبة % .
وزينب ريّا الحجل درم كعابها .
) % .
واسم الهجرة وفضلها الخاص قد انقطع بعد الفتح ، ولكنّ المعنى باق إلى يوم القيامة . وقد تقدّم معنى المفاعلة في هاجر ، ثم ذكر الإخراج من الديار وهو : أنهم ألجئوا واضطروا إلى ذلك ، وفيه إلزام الذنب للكفار . والمعنى : أن المهاجرين إنما أخرجهم سوء عشرة الكفار وقبيح أفعالهم معهم ، كما قال تعالى : { وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللَّهِ } وإذا كان الخروج برأي الإنسان وقوة منه على الأعداء جاء الكلام بنسبة الخروج إليه ، فقيل : خرج فلان ، قال معناه : ابن عطية . قال : فمن ذلك إنكار النبي صلى الله عليه وسلم ) على أبي سفيان بن الحارث حين أنشده . .
وردني إلى الله من طردته كل مطرّد .
فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم ) : ( أنت طرّدتني كل مطرد ) إنكاراً عليه . ومن ذلك قول كعب بن زهير : % ( في عصبة من قريش قال قائلهم % .
ببطن مكة لما أسلموا زولوا زالوا فما زال انكاس ولا كشف .
عند اللقاء ولا ميل معازيل .
) % .
انتهى . ثم ذكر الإذابة في سبيل الله ، والمعنى : في دين الله . وبدأ أولاً بالخاص وهي الهجرة وكانت تطلق على الهجرة إلى المدينة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ) ، وثنى بما ينشأ عنه ما هو أعم من الهجرة وهو الإخراج من الديار . فقد يخرج إلى الهجرة إلى المدينة أو إلى غيرها كخروج من خرج إلى الحبشة ، وكخروج أبي جندل إذ لم يترك يقيم بالمدينة . وأتى ثالثاً بذكر الإذاية وهي أعم من أن تكون بإخراج من الديار أو غير ذلك من أنواع الأذى ، وارتقى بعد هذه الأوصاف السنية إلى رتبة جهاد من أخرجه ومقاومته واستشهاده في دين الله ، فجمع بين رتب هذه الأعمال من تنقيص أحواله في الحياة لأجل دين الله بالمهاجرة ، وإخراجه من داره وإذايته في الله ، ومآله أخيراً إلى إفنائه بالقتل في سبيل الله . والظاهر : الإخبار عن مَن جمع هذه الأوصاف كلها بالخبر الذي بعد ، ويجوز أن يكون ذلك من عطف الصلاة . والمعنى : اختلاف الموصول لا اتحاده ، فكأنه قيل : فالذين هاجروا ، والذين أخرجوا والذين أوذوا ، والذين قاتلوا ، والذين قتلوا ، ويكون الخبر عن كل من هؤلاء . وقرأ جمهور السبعة : وقاتلوا وقتلوا ، وقرأ حمزة والكسائي وقتلوا وقاتلوا يبدآن بالمبني للمفعول ، ثم بالمبني للفاعل ، فتتخرج هذه القراءة على أن الواو لا تدل على الترتيب ، فيكون الثاني وقع أولاً ويجوز أن يكون ذلك على التوزيع فالمعنى : قتل بعضهم وقاتل باقيهم . وقرأ عمر بن عبد العزيز : وقتلوا وقتلوا بغير ألف ، وبدأ ببناء الأول للفاعل ، وبناء الثاني للمفعول ، وهي قراءة حسنة في المعنى ، مستوفية للحالين على الترتيب المتعارف . وقرأ محارب بن دثار : وقتلوا بفتح القاف وقاتلوا . وقرأ طلحة بن مصرف : وقتلوا وقاتلوا بضم قاف الأولى ، وتشديد التاء ، وهي في التخريج كالقراءة الأولى . وقرأ أبو رجاء والحسن : .
{ وَقَاتَلُواْ وَقُتِلُواْ } بتشديد التاء والبناء للمفعول ، أي قطعوا في المعركة . .
{ لاكَفّرَنَّ عَنْهُمْ سَيّئَاتِهِمْ وَلاَدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الاْنْهَارُ } لأكفرن : جواب قسم محذوف ، والقسم وما تلقى به خبر عن قوله : { فَالَّذِينَ هَاجَرُواْ } وفي هذه الآية ونظيرها من قوله : { وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ فِى اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُواْ لَنُبَوّئَنَّهُمْ } { وَالَّذِينَ جَاهَدُواْ فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا } وقول الشاعر