وقتله وملك بلاده ووجد السبيل إلى ذلك كله بقتل الغلام الذي كان يتمنى قتله قبلغ مناه ونال ما تمناه ومع ذلك حسن عند العقلاء النهوض إليه وقتله ولم يلم عليه ولاذم في فعله بل أتته الوفود من الخلائق يهنونه بالظفر بذلك الملك وببلاده ولم يخرج عن الحكمة ولا عد سفيها في فعله ولتعرض فعله الآن على عقلك وعلى عقل جميع العقلاء فافهم هذه الأمثلة تتصور عندك كيفية إجراء أقدار الله في خلقه وينقطع عنك شغب الخالين عن العلم فليس من جهل كمن علم وقال الله تعالى قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون وقال الله تعالى لنبيه عليه السلام وقل رب زدني علما وقال تعالى إنما يخشى الله من عباده العلماء .
بل ما خلق الله السموات والأرضين وما بينهما إلا لأجل العلم كما قال تعالى الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن لتعلموا أن الله على كل شىء قدير لا على رأي القدرية الذين يقولون إن الله تعالى إنما هو قادر على أفعاله دون أفعال خلقه سددك الله وأرشدك