مطلب : تعيين العلم الذي : هو فرض عين على كل مكلف .
أعني : الذي يتضمنه قوله - E - : ( طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة ) .
واعلم : أن للعلماء اختلافا عظيما في تعيين ذلك العلم .
قال المفسرون والمحدثون : هو علم الكتاب والسنة .
وقال الفقهاء : هو العلم بالحلال والحرام .
وقال المتكلمون : هو العلم الذي يدرك به التوحيد الذي هو أساس الشريعة .
وقال الصوفية : هو علم القلب ومعرة الخواطر لأن النية التي هي شرط للأعمال لا تصح إلا بها .
وقال أهل الحق : هو علم المكاشفة .
والأقرب إلى التحقيق : أنه العلم الذي يشتمل عليه - قوله E - : ( بني الإسلام على خمس . . . ) الحديث لأنه الفرض على عامة المسلمين وهو اختيار الشيخ : أبي طالب المكي .
وزاد عليه بعضهم : إن وجوب المباني الخمسة إنما هو بقدر الحاجة مثلا : من بلغ ضحوة النهار يجب عليه أن يعرف الله - سبحانه وتعالى - بصفاته استدلالا وأن يتعلم كلمتي الشهادة مع فهم معناهما وإن عاش إلى وقت الظهر يجب أن يتعلم أحكام الطهارة والصلاة وإن عاش إلى رمضان يجب أن يتعلم أحكام الصوم وإن ملك مالا يجب أن يتعلم كيفية الزكاة وإن حصل له استطاعة الحج يجب أن يتعلم أحكام الحج ومناسكه .
هذه هي المذاهب المشهورة في هذا الباب ذكرها في : ( التتار خانية )