هذا كله خلاصة ما في ( التاتارخانية ) وألحق الغزالي الفقه والفقهاء بعلم الدنيا وعلمائها قال : ولعمري إنه متعلق أيضا بالدين ولكن لا بنفسه بل بواسطة الدنيا فإن الدنيا مزرعة الآخرة ثم سوى بين الفقه والطب إذ الطب أيضا يتعلق بالدنيا وهو صحة الجسد لكن قال : إن الفقه أشرف منه من ثلاثة أوجه ثم ذكرها وأطال في بيان علم المكاشفة ( 1 / 355 ) وعلم المعاملة ثم ذكر الفلسفة وقال : إنها ليست علما برأسها بل هي أربعة أجزاء : أما الهندسة والحساب : فهما مباحان وأما المنطق والطبيعيات : فبعضها : مخالف للشرع والدين الحق فهو جهل وليس بعلم وبعضها ليس كذلك وأطال الكلام في تفصيله .
وقال في خزانة الرواية في ( السراجية ) : تعلم الكلام والمناظرة فيه قدر ما يحتاج إليه : غير منهي قال الشيخ : شهاب الدين السهروردي في ( أعلام الهدى ) : إن عدم الاشتغال بعلم الكلام إنما هو في زمان قرب العهد بالرسول - A - وأصحابه الذين كانوا مستغنين عن ذلك بسبب بركة صحبة النبي - A - ونزول الوحي وقلة الوقائع والفتن بين المسلمين وصرح به السيد الشريف والعلامة التفتازاني وغيرهما من المحققين المشهورين بالعدالة : أن الاشتغال بالكلام في زماننا من فرائض الكفاية وقال التفتازاني : إنما المنع لقاصر النظر والمتعصب في الدين . انتهى