ولما فتحت أرض فارس ووجدوا فيها كتبا كثيرة كتب سعد بن أبي وقاص إلى عمر بن الخطاب - Bه - ليستأذنه في شأنها وتلقينها للمسلمين فكتب إليه عمر - Bه - أن اطرحوها في الماء فإن يكن ما فيها هدى فقد هدانا الله بأهدى منه وإن يكن ضلالا فقد كفانا الله فطرحوها في الماء أو في النار وذهب علوم الفرس فيها عن أن تصل إلينا .
وأما الروم : فكانت الدولة منهم ليونان أولا وكان لهذه العلوم بينهم مجال رحب وحملها مشاهير من رجالهم مثل : أساطين الحكمة وغيرهم واختص فيها المشاؤون - منهم أصحاب الرواق - بطريقة حسنة في التعليم يقرؤون في رواق يظلهم من الشمس والبرد - على ما زعموا - واتصل فيها سند تعليمهم - على ما يزعمون - من لدن لقمان الحكيم ( 1 / 262 ) في تلميذه بقراط ثم إلى تلميذه أفلاطون ثم إلى تلميذه أرسطو ثم إلى تلميذه الإسكندر الأفرودسي وتامسطيوس وغيرهم .
وكان أرسطو معلما للإسكندر ملكهم الذي غلب الفرس على ملكهم وانتزع الملك من أيديهم وكان أرسخهم في هذه العلوم قدما وأبعدهم فيها صيتا وكان يسمى : المعلم الأول فطار له في العالم ذكر