وأما أسباب المهالك فهي أيضا كثيرة : .
منها أن يريد أن يكون له بذلك العلم رفعة وشأنا وينظره الناس بذلك ويقال في حقه عالم أو نحرير أو مبرز لا يماري .
ومنها أن يكون ناصر البدعة سواء علم واستدام على ذلك عجرفة أو عرف ما هو الحق ولم يصغ إليه أو نصر قولا له قد سبق على خلاف الحق فانكشف له الحق أو لم يسمع من المعرف له بالحق أو قام برياسة فأراد أن يجبر الناس على قوله وإن كان صوابا لكن المخالف له معه دليل لا يؤدي مخالفته لما قاله إلا التنكيل به والعقاب له .
ومنها أن يكون قد فتح عليه وكان قبل ذلك مقلدا لأحد الأعلام فلا يزال يتعصب له بعد معرفته بأن الحق خلافه عمدا وعنادا .
ومنها أن يكون ممن له شغل بالعلم ولكن لم تكن له اليد الطولى وصار يفرع ويلحق مسائل متخيلة ويكمل الشريعة ويوجب ويحلل ويحرم . ( 1 / 153 )