ثم لما كان للعالم والعلم هذه الفضائل وهذه الأحوال كان من قام به كما ينبغي من أهل السعادة ومن ترك ما يليق وتبع ما يجانب العلم ويخالف المراد منه كان من أهل البلاء والشقاوة ولذلك أسباب : .
الأول : أنه لا يقصد بالتعلم والتعب إلا الله سبحانه وما يوافق مراده .
الثاني : أنه لا يكون قصده بعد أن حصل له العلم إلا أن يعمل ويخدم ويقرر ما صح عنه A ويرد ما خالف سنته كائنا ما كان .
الثالث : أن لا يعمل ولا يترك إلا وقد قام له دليل على العمل أو الترك من الكتاب والسنة أو استنباط جلي منهما . ولا يجعل لرأيه دخلا في إثبات الشريعة ولا يكلف الناس بمجرد ما خطر بباله إذا لم تكن له عليه حجة تكون له بها النجاة إذا سئل بما أثبت ذلك الحكم وما كلف به العباد .
الرابع : ترك التعصبات كلها . وهي أقسام وقد حقق ذلك شيخنا الإمام في ( أدب الطلب ) فمن أراد الاطلاع عليها فعليه به . ( 1 / 147 ) وليس للعالم مسرح في التشريع ولا كل ما قاله صواب بل هو مجوز عليه الخطأ والصواب فكيف يقع منه التعصب لقول عالم أو لقول صدر منه