ولا يصح الزهد والتقوى مع الجهل . ولا ينوي به إقبال الناس إليه ولا استجلاب حطام الدنيا والكرامة عند السلطان وغيره . ولا يذل نفسه بالطمع ويتحرز عما فيه مذلة العلم وأهله . ويختار من كل علم أحسنه ويقدم علم التوحيد والمعرفة وإن كان إيمان المقلد صحيحا ويختار العتيق دون المحدثات ولا يشتغل بهذا الجدل الذي ظهر بعد ( 1 / 131 ) انقراض الأكابر من العلماء . وأما اختيار الأستاذ فيختار الأعلم والأورع والأسن .
والمشاورة في طلب العلم أهم وأوجب . وينبغي أن يثبت ويصبر على أستاذ وعلى كتاب حتى لا يتركه أبتر وعلى فن حتى لا يشتغل بفن آخر قبل أن يتقن الأول وعلى بلد حتى لا ينتقل إلى بلد آخر من غير ضرورة ولا ينال ولا ينتفع به إلا بتعظيم العلم وأهله وتعظيم الأستاذ وتوقيره .
ولا بد لطالب العلم من الجد والمواظبة والملازمة وإليه الإشارة في القرآن الكريم ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ) و ( يا يحيى خذ الكتاب بقوة ) قيل : اتخذ الليل جملا تدرك به أملا .
ويواظب على الدرس والتكرار في أول الليل وآخره فإن ما بين العشاءين ووقت السحر وقت مبارك والكسل من قلة التأمل في مناقب العلم وفضائله