فلا يكذب قوله فعله فإن العلم يدرك بالبصائر والعمل يدرك بالأبصار وأرباب الأبصار أكثر فإذا ( 1 / 130 ) خالف العمل العلم منع الرشد .
وكل من تناول شيئا وقال للناس : لا تتناولوه فإنه سم مهلك سخر الناس به واتهموه وزاد حرصهم عليه فيقولون : لولا أنه أطيب الأشياء وألذها لما كان يستأثر به .
هذا خلاصة ما في ( الإحياء ) وقد أطال في تقرير كل أدب ووظيفة من هذه الآداب والوظائف إطالة حسنة . وعقد الباب السادس من كتاب ( العلم ) في آفات العلم وبيان علامات علماء الآخرة والعلماء السوء . والله تعالى أعلم بالصواب .
وللشيخ العالم برهان الإسلام الزرنوجي تلميذ صاحب ( الهداية ) كتاب سماه ( تعليم المتعلم طريق التعلم ) وجعله فصولا قال فيه : ( ( إنه لا يفترض على كل مسلم طلب كل علم وإنما يفترض عليه طلب علم الحال أي علم ما يقع له في حاله من الصلاة والزكاة والصوم والحج . ولا بد له من النية في زمان تعلم العلم لقوله A : ( ( إنما الأعمال بالنيات ) ) وينوي بطلب العلم رضاء الله تعالى والدار الآخرة وإزالة الجهل عن نفسه وعن سائر الجهال وإحياء الدين وإبقاء الإسلام فإن بقاء الإسلام بالعلم