نعم أنا قد حبرت مقاصد ( السيل الجرار ) في مؤلف سميته : ( نزهة الأبصار ) وهو واف بالمقصود من إيراد تلك الأدلة من غير تعرض لما يقع به بسط الألسنة من الناس وللمترجم له : تاريخ حافل سماه : ( البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع ) جرى فيه من ذلك الوقت إلى زمانه .
وابتدأ فيه بذكر عابد اليمن : إبراهيم الولي المشهور وله جملة رسائل من مطولات ومختصرات وقد جمعت فتاواه ورسائله فجاءت في مجلدين وسماها ابنه العلامة : علي بن محمد : ( بالفتح الرباني ) وله في الأدب اليد الطولى وله أشعار كثيرة مدونة قد رتبها ابنه المذكور على حروف المعجم فجاءت في ديوان وقد أخذت عنه في كثير من الفنون العلمية وأخذت عنه غالب مؤلفاته وبموته أطفئ على أهل اليمن مصباحهم المنير ولا أظن يرون مثله في تحقيقه للعلوم والتحرير وقد جرت بيني وبينه مكاتبة أدبية ومراسلة لمسائل علمية هي عندي مثبتة بخطه . ( 3 / 205 ) .
وعلى الجملة : فما رأى مثل نفسه ولا رأى من رأى مثله علما وورعا وقياما بالحق بقوة جنان وسلاطة لسان .
وقد أفرد ترجمته تلميذه الأديب : محمد بن حسن الجني الذفاري بمؤلف قصره على ذكر مشائخه وتلامذته وسيرته وما انطوت عليه شمائله وما قاله من شعر وما قيل فيه جاء في مجلد ضخم