قلت : ورثيته أنا بمرثية على حرف الطاء فشاعت واشتهرت وطلبها مني الفضلاء والعلماء من البلاد وهي : .
عثافي عرضه قوم سلاط ... لهم من نثر جوهره الالتقاط .
تقي الدين أحمد خير حبر ... خروق المعضلات به تخاط .
توفي وهو محبوس فريد ... وليس له إلى الدنيا انبساط .
ولو حضروه حين قضى لألفوا ... ملائكة النعيم به أحاطوا .
قضى نحبا وليس له قرين ... ولا لنظيره لف القماط .
فتى في علمه أضحى فريدا ... وحل المشكلات به يناط .
وكان إلى التقى يدعو البرايا ... وينهى فرقة فسقوا ولاطوا .
وكان الجن تفرق من سطاه ... بوعظ للقلوب هو السياط .
فيا لله ما قد ضم لحد ... ويا لله ما غطى البلاط .
هم حسدوه لما لم ينالوا ... مناقبه فقد مكروا وشاطوا .
وكانوا على طرائقه كسالى ... ولكن في أذاه لهم نشاط .
وحبس الدر في الأصداف فخر ... وعند الشيخ بالسجن اغتباط .
بآل الهاشمي له اقتداء ... فقد ذاقوا المنون ولم يواطوا .
بنو تيمية كانوا فبانوا ... نجوم العلم أدركها انهباط .
ولكن يا ندامة حابسيه ... فشك الشرك كان به يماط .
ويا فرح اليهود بما فعلتم ... فإن الضد يعجبه الخباط .
ألم يك فيكم رجل رشيد ... يرى سجن الإمام فيستشاط ( 3 / 136 ) .
إمام لا ولاية كان يرجو ... ولا وقف عليه ولا رباط .
ولا جاراكم في كسب مال ... ولم يعهد له بكم اختلاط .
ففيم سجنتموه وعظتموه ... أما لجزا أذيته اشتراط .
وسجن الشيخ لا يرضاه مثلي ... ففيه لقدر مثلكم انحطاط .
أما والله لولا كتم سري ... وخوف الشر لانحل الرباط .
وكنت أقول ما عندي ولكن ... بأهل العلم ما حسن اشتطاط .
فما أحد إلى الإنصاف يدعو ... وكل في هواه له انخراط .
سيظهر قصدكم يا حابسيه ... وننبئكم إذا نصب الصراط .
فما هو مات عنكم واسترحتم ... فعاطوا ما أردتم أن تعاطوا .
وحلوا واعقدوا من غير رد ... عليكم وانطوى ذاك السباط