وأما شرعا : فهو مذموم بل ممنوع كما قال A : ( من آتي كاهنا بالنجوم أو عرافا أو منجما فصدقه فقد كفر بما أنزل على محمد ) . الحديث .
وسبب المبالغة في النهي عن هذه الثلاثة ذكره الشيخ علاء الدولة في ( العروة الوثقى ) وقال علي بن أحمد النسوي : علم النجوم أربع طبقات : .
الأولى : معرفة رقم التقويم ومعرفة الإسطرلاب حسبما هو يتركب .
والثانية : معرفة المدخل إلى علم النجوم ومعرفة طبائع الكواكب والبروج ومزاجاتها .
والثالثة : معرفة حسنات أعمال النجوم وعمل الزيج والتقويم .
والرابعة : معرفة الهيئة والبراهين الهندسية على صحة أعمال النجوم ومن تصور ذلك فهو المنجم التام على التحقيق وأكثر أهل زماننا قد اقتصروا من علم التنجيم على الطبقتين الأوليين وقليل منهم يبلغ الطبقة الثالثة .
والكتب المصنفة فيه كثيرة منها : الأحكام وأبو قماش وأدوار وإرشاد والبارع ومختصر البارع وتحاويل وتنبيهات المنجمين وتفهيم الجامع الصغير ودرج الفلك والسراج والقرانات ولطائف الكلام ومجمل الأصول ومجموع ابن شرع ومسائل القصر وغير ذلك انتهى ما في ( ( كشف الظنون ) ) .
وفي ( ( كشاف اصطلاحات الفنون ) ) .
موضوعه : النجوم من حيث يمكن أن تعرف بها أحوال العالم ومسائله ( 2 / 554 ) كقولهم : كلما كان الشمس على هذا الموضع المخصوص فهي تدل على حدوث أمر كذا في هذا العالم انتهى .
وقال ابن خلدون : هذه الصناعة يزعم أصحابها أنهم يعرفون بها الكائنات في عالم العناصر قبل حدوثها من قبل معرفة قوى الكواكب وتأثيرها في المولدات العنصرية مفردة ومجتمعة فتكون لذلك أوضاع الأفلاك والكواكب دالة على ما سيحدث من نوع من أنواع الكائنات الكلية والشخصية .
فالمتقدمون منهم يرون أن معرفة قوى الكواكب وتأثيراتها بالتجربة وهو أمر تقصر الأعمار كلها لو اجتمعت عن تحصيله إذ التجربة إنما تحصل في المرات المتعددة بالتكرار ليحصل عنها العلم أو الظن وأدوار الكواكب منها ما هو طويل الزمن فيحتاج تكرره إلى آماد وأحقاب متطاولة يتقاصر عنها ما هو طويل من أعمار العالم وربما ذهب ضعفاء منهم إلى أن معرفة قوى الكواكب وتأثيراتها كانت بالوحي وهو رأي قائل وقد كفونا مؤنة إبطاله