قال أبو سليمان محمد الخطابي الغريب من الكلام إنما هو الغامض البعيد من الفهم كما إن الغريب من الناس إنما هو البعيد عن الوطن المنقطع عن الأهل والغريب من الكلام يقال به على وجهين : .
أحدهما : أن يراد به أأأنه بعيد المعنى غامضه لا يتناوله الفهم إلا عن بعد ومعاناة فكر .
والوجه الآخر يراد به كلام من بعدت به الدار من شواذ قبائل العرب فإذا وقعت إلينا الكلمة من كلامهم استغربناها انتهى .
وقال ابن الأثير في النهاية : وقد عرفت أن رسول الله A كان أفصح العرب لسانا حتى قال له علي Bه وقد سمعه يخاطب وفد بني نمر : يا رسول الله نحن بنو أب واحد ونراك تكلم وفود الغرب بما لا نفهم أكثره فقال : أدبني ربي فأحسن تأديبي .
فكان E يخاطب العرب على اختلاف شعوبهم وقبائلهم بما يفهمونه فكان الله D قد أعلمه ما لم يكن يعلمه غيره وكان أصحابه يعرفون أكثر ما يقوله وما جهلوه سألوه عنه فيوضحه لهم واستمر عصره إلى حين وفاته E . ( 2 / 388 )