العزائم مأخوذ من العزم وتصميم الرأي والانطواء على الأمر والنية فيه والإيجاب على الغير يقال : عزمت عليك أي أوجبت عليك حتمت .
وفي الاصطلاح : الإيجاب والتشديد والتغليظ على الجن والشياطين ما يبدو للحائم حوله المتعرض لهم به وكلما تلفظ بقوله : عزمت عليكم فقد أوجب عليهم الطاعة والإذعان والتسخير والتذليل لنفسه وذلك من الممكن والجائز عقلا وشرعا ومن أنكرها لم يعبأ به لأنه يفضي إلى إنكار قدرة الله سبحانه وتعالى ( 2 / 383 ) لأن التسخير والتذليل إليه وانقيادهم للإنس من بديع صنعه .
وسئل آصف بن برخيا هل يطيع الجن والشياطين للإنس بعد سليمان عليه السلام ؟ فقال : يطيعونهم ما دام العالم باقيا وإنما يتسق بأسمائه الحسنى وعزائمه الكبرى وأقسامه العظام والتقرب إليه بالسير المرضية .
ثم هو في أصله وقاعدته على قسمين محظور ومباح .
الأول : هو السحر المحرم .
وأما المباح فعلى الضد والعكس إذ لا يستم منه شيء إلا بورع كامل وعفاف شامل وصفاء خلوة وعزلة عن الخلق وانقطاع إلى الله تعالى .
وقد علمت أن التسخير إلى الله تعالى غير أن المحققين اختلفوا في كيفية اتصاله بهم منه تعالى .
فقيل : على نهج لا سبيل لأحد دونه D .
وقيل : بالعزيمة كالدعاء وإجابته .
وقيل : بها والسير المرضية .
وقيل : بالجواسيس الطائعين المتهيئين .
وقيل : بالمحتسبة والسيارة .
وقيل : بالعمار هذا ما يعتمد من كلام المحققين