ومن ذلك القبيل الذين يتكلمون في القرآن بلا سند ولا نقل عن السلف ولا رعاية للأصول الشرعية والقواعد العربية كتفسير محمود بن حمزة الكرماني في مجلدين سماه : ( ( العجائب والغرائب ) ) ضمنه أقوالا هي : عجائب عند العوام وغرائب عما عهد عن السلف بل هي أقوال منكرة لا يحل الاعتقاد عليها ولا ذكرها إلا للتحذير من ذلك قول من قال في : ( ( ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به ) ) إنه الحب والعشق ومن ذلك قولهم في : ( ( ومن شر غاسق إذا وقب ) ) إنه الذكر إذا قام وقولهم : ( ( من ذا الذي يشفع عنده ) ) معناه من ذل أي من الذل وذي إشارة إلى النفس ويشف من الشفاء جواب من وع أمر من الوعي .
وسئل البلقيني عمن فسر بهذا ؟ فأفتى بأنه ملحد . ( 2 / 183 ) .
وأما كلام الصوفية في القرآن فليس بتفسير .
قال ابن الصلاح في فتاواه : وجدت عن الإمام الواحدي أنه قال : صنف السلمي حقائق التفسير إن كان قد اعتقد أن ذلك تفسير فقد كفر .
قال النسفي في : ( ( عقائده ) ) : النصوص تحمل على ظواهرها والعدول عنها إلى معان يدعيها أهل الباطن إلحادا .
وقال التفتازاني في : ( ( شرحه ) ) : سميت الملاحدة باطنية لادعائهم أن النصوص ليست على ظواهرها بل لها معان باطنة لا يعلمها إلا المعلم وقصدهم بذلك نفي الشريعة بالكلية .
وقال : وأما ما يذهب إليه بعض المحققين من النصوص على ظواهرها ومع ذلك فيها إشارات خفية إلى دقائق تنكشف على أرباب السلوك يمكن التطبيق بينها وبين الظواهر المرادة فهو من كمال الإيمان ومحض العرفان .
وقال تاج الدين عطاء الله في : ( ( لطائف المنن ) ) : اعلم أن تفسير هذه الطائفة لكلام الله - سبحانه وتعالى - وكلام رسوله - A - بالمعاني الغريبة ليست إحالة الظاهر عن ظاهره ولكن ظاهر الآية مفهوم منه ما جلبت الآية له ودلت عليه في عرف اللسان وثم أفهام باطنة تفهم عند الآية والحديث لمن فتح الله تعالى قلبه