ثم إن علم التعبير : علم بقوانين كلية يبني عليها المعبر عبارة ما يقص عليه وتأويله كما يقولون : البحر يدل على السلطان وفي موضع آخر يقولون : البحر يدل على الغيظ وفي موضع آخر يقولون : البحر يدل على الهم والأمر الفادح .
ومثل ما يقولون : الحية تدل على العدو وفي موضع آخر يقولون : هي كاتم سر وفي موضع آخر يقولون : تدل على الحياة وأمثال ذلك فيحفظ المعبر هذه القوانين الكلية ويعبر في كل موضع بما تقتضيه القرائن التي تعين من هذه القوانين ما هو أليف بالرؤيا .
وتلك القرائن منها : في اليقظة ومنها : في النوم ومنها : ما ينقدح في نفس المعبر بالخاصية التي خلقت فيه - وكل ميسر لما خلق - .
ولم يزل هذا العلم متناقلا بين السلف وكان محمد بن سيرين فيه من أشهر العلماء وكتب عنه في ذلك القوانين وتناقلها الناس لهذا العهد وألف الكرماني فيه من بعده ثم ألف المتكلمون المتأخرون وأكثروا والمتداول بين أهل المغرب لهذا العهد كتب ابن أبي طالب القيرواني من علماء القيروان مثل : ( ( الممتع ) ) وغيره وكتاب : ( ( الإشارة ) ) للسالمي وهو : علم مضيء بنور النبوة للمناسبة بينهما كما وقع في الصحيح - والله علام الغيوب - . انتهى