وهذا الذي نسبه إلى أهل الحديث وعدم الاعتماد على تصانيفهم نفس تعصبية صدرت من بطن التقليد وإذا لم يعتمد تصنيف أهل الحديث الذين هم القدوة والأسوة في الدين والعرفاء بالنصوص من الكتاب والسنة أكثر من أهل الفقه والمقلدة بمراتب كثيرة ومناحي غفيرة فأي جماعة تليق بالاعتماد والتعويل ؟ .
فما هذا الحرف من هذا الحنفي المتعصب إلا زلة شديدة لا يتأتى مثلها إلا عمن ليس من العلم والإنصاف في صدر ولا ورد فهذا القول ليس عليه إثارة من علم .
قال في ( ( كشاف اصطلاحات الفنون ) ) : علم أصول الفقه ويسمى ب ( ( علم الدراية ) ) أيضا على ما في ( ( مجمع السلوك ) ) وله تعريفان : .
أحدهما : باعتبار الإضافة .
وثانيهما : باعتبار اللقب أي باعتبار أنه لقب لعلم مخصوص ثم ذكر هذين التعريفين وبسط القول في فوائدهما .
ونقل عن ( ( إرشاد القاصد ) ) للشيخ شمس الدين الأكفاني السخاوي : .
إن أصول الفقه : علم يتعرف منه تقرير مطلب الأحكام الشرعية العملية وطرق استنباطها ومواد حججها واستخراجها بالنظر .
وموضوعه : الأدلة الشرعية والأحكام إذ يبحث فيه عن العوارض الذاتية للأحكام الشرعية وهي إثباتها للحكم وعن العوارض الذاتية للأحكام وهي ثبوتها بتلك الأدلة .
قال : وإن شئت زيادة التحقيق فارجع إلى ( ( التوضيح والتلويح ) ) انتهى كلام ( ( الكشاف ) ) ملخصا